ولديّ يكثران الجدال والخصام والعناد، كيف أتعامل معهما؟

0 240

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أستفسر: كيف أتعامل مع أولادي؟ هما اثنان، الكبير عمره 19 سنة (من ذوي الاحتياجات الخاصة)، والصغير عمره 13 سنة، وهو طبيعي، لكن من كثرة جلوسه مع ابني الكبير أصبح مثله تماما.

أولادي يكثرون العناد، ويكثرون الجدال والنقاش، وحتى المخاصمة، لا أعلم ما هذا التصرف؟ ودائما يتضاربون سواء كان هناك سبب أم لا، طبعا أشغلناهم بالألعاب والأجهزة، لكن لا جدوى من ذلك، ورفعنا عنهم الألعاب لكي نعاقبهم ولكنهم يتضاربون في السراء والضراء.

ابني الصغير يغار من ابني الكبير ويأمره كثيرا حتى في الجلوس يقول له: (لا تجلس هنا، اذهب هناك)، والكبير يخاف منه، وأحيانا يضربه؛ لأنه الكبير، وهكذا طبعا الصغير دائما ينضرب من جميع أفراد الأسرة؛ لأنه مشاغب جدا، ويحدث ضجة.

هما في غرفة واحدة، وإذا ذهبا للنوم نجعل شخصا راشدا معهم؛ لكي لا يتجادلان كثيرا، وابني الكبير في المدرسة يتضارب مع الطلاب، أتوقع أن هذا هو سبب غضبه بسرعة كبيرة.

هناك مشاكل في البيت مع زوجي، وهكذا، أريد أن أوضح كل شيء؛ لأني تعبت كثيرا في إيجاد حل لهم.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولأبنائك الصحة والعافية.

أولا: نقول لك: -الحمد لله- على حرصك على تربية أبنائك التربية القويمة السليمة، -والحمد لله- أنك تتقبلين الحالة التي هم عليها.

حاولي الحفاظ على هذه العلاقة معهم بعدم العقاب، أو التعنيف الزائد، بل بتوضيح الأخطاء والمضار والمساعدة في كيفية تجنبها، وكما تعلمين أن مصادر المعرفة والتربية في هذا الزمان أصبحت عديدة، وفيها الطيب والخبيث، فإذا لعبت الأسرة دور المصفي الذي يصفي الشوائب ويحتفظ بما هو نقي ضمنت سلامة أطفالها من تلك المؤثرات؛ ولأن الممنوع مرغوب، فلا يكفي مجرد النهي عن كذا وكذا، بل العيش مع الطفل في عالمه ومحاولة اكتشاف نقاط الضعف والقوة فيه، ومحاولة تعديل أخطائه بعلمه وقناعته ربما يكون أجدى وأنفع من التعامل معه بفوقية.

ولابد من مراعاة الفروق الفردية بينهم، وأن يعامل الكبير وفقا لقدراته وإمكانياته العقلية، ويكون الصغير مؤثرا لا متأثرا، ويتم التوضيح له بأن أخاه الكبير عمره العقلي أقل من سنه، فيسامحه إذا أخطأ عليه، ويلتمس له العذر إذا لم يتصرف كما ينبغي، ولا يسخر منه، والحالة التي يعاني منها ليست منه وإنما هو امتحان من الله، وينبغي أن ندافع عنه إذا مسه شخص بسوء، فركزي على ترسيخ هذه المفاهيم في عقل الابن الأصغر، وكذلك لبقية أفراد الأسرة.

وعلميهم تبادل الهدايا مع بعضهم البعض، فإن ذلك يورث المحبة بينهم، وعززي السلوك المرغوب فيه بالمكافآت، واستخدمي لوحة التعزيز المعنوي فيهما، وضعيها في مكان بارز في البيت يشاهدها الكل بعد الاتفاق معهم، وتوضيح السلوك المرغوب فيه، وغير المرغوب.

ومحاولة استكشاف أو إيجاد وسائل الترفيه التي تجذبهم أكثر، وإشغالهم بها في الأوقات المناسبة لتفريغ طاقاتهم العدوانية.

وكذلك محاولة إيجاد جو أسري معافى من التوترات والصراعات، وإبراز القدوة الحسنة أمامهم، وتجنب مناقشة الخلافات الزوجية أمامهم.

وأخيرا الدعاء لهم بالهداية والحفظ في كل يوم.

نسأل الله تعالى أن يعينك على تربية أبنائك.

مواد ذات صلة

الاستشارات