لقد ذهب من كنت أتمناه خطيبا لي، فهل سيرزقني الله بغيره؟

0 294

السؤال

السلام عليكم

كنت على علاقة بشاب، والآن تركني، وسوف أجن لأني أحببته، وكلما اشترطت عليه التقدم تتعطل الأمور، فمرة أمه تمرض، ومرة حادث سيارة، ومن كثرة العراقيل أصبحت أشك بأنه يكذب علي ويتحجج حتى لا يأتي لوالدي، مع العلم أنه مرتاح ماديا، وعلاقتنا دامت عامين، ولكنه لم يأت، عامان من البكاء والقلق والتوسل إليه أن يأتي، ولكن دون جدوى، فهل الله لم يكتب لي فيه الخير؟

تركني وحيدة وأنا في 27 من عمري، بعدما كان في يدي، وكنت أظن بأني قد ضمنت رجلا في جيبي، أنا خائفة أني لن أجد غيره، وخائفة من العنوسة بعدما تركني، يا إلهي ماذا أفعل؟

لا يوجد رجال في زمننا هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mounia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، ونسأله بفضله أن يحقق لنا ولكم الآمال.

سوف يأتيك ما قدره لك القدير، فلا تنزعجي، وتوبي من التجاوز والتقصير، وثقي بأن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، بل إن الإنسان قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه.

وأرجو أن تعلمي أن العلاقات العاطفية خارج أطرها الشرعية تجلب المتاعب، وأرجو أن توقفي العلاقة، وتتوبي إلى الله، وإذا كان في الشاب خير فعليه أن يتوب ثم يتقدم إليك رسميا، وإذا لم يأت إلى داركم من الباب فاتركيه، واحذري الجري وراء السراب، ورغم قناعتنا أن قرار التوقف صعب، إلا أن الأصعب والأخطر والأكبر هو الاستمرار والتمادي في المخالفات، وفي طريق متشعب مجهول النهايات.

وتذكري أن قلبك غال فعمريه بحب الله وتوحيده، ولا تدخلي فيه إلا من يستحقك بوفائه، ولا بد أن يكون كل ذلك على الوجه الذي شرعه الله، فربنا العظيم أراد للفتاة المسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، واعلمي أن الرجل يجرى وراء المرأة التي تتأبى عليه، وتلوذ بعد الله بحجابها، وتصر على أن يأتي من بابها، وعن طريق محارمها، ولكنه يهرب ممن تقدم له التنازلات، ومن هنا فنحن نقترح عليك إيقاف التواصل معه حتى يخطو الخطوات الإيجابية الصحيحة، أو يتركك وينصرف عنك، فإنه لا خير في ود يجئ تكلفا، ولا خير في ود امرئ متقلب، ولا خير في من لا وفاء له.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وثقي بأن الله لن يضيعك، فكوني مع الله ولا تبالي، وعليك بالصبر؛ فإن العاقبة لأهله، وأحسني، فإن الله مع المحسنين، ومن كان في حاجة إخوانه كان الله في حاجته.

سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات