السؤال
أشعر بالأسف لما سوف أقوله، ولكن والدي بسن الخمسين يشاهد المواقع الإباحية بشكل شبه يومي، وتأكدت من ذلك، ويظل بالحمام لفترة طويلة (يمارس العادة السرية تقريبا)، على الرغم من تدينه، فهو مواظب على صلاة الفجر في المسجد، ويقرأ القرآن يوميا.
هل هناك نسبة كبيرة من الرجال في عمره يفعلون مثله، أم هي حالة نادرة؟ وهل هناك طريقة لمساعدته؟ فمن المستحيل أن أتحدث معه في مثل هذا الأمر.
يزيد كرهي له يوما بعد يوم، وأصبحت أتجنبه، ولا أتحدث معه لأسابيع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر الوالد، والاغتمام لما يحدث منه، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهديه، وأن يصلح الأحوال، وأن يعينك على نصحه، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
ما يحصل من الوالد مرفوض، ولكنه لا يبيح لك الجفاء معه، ولا البعد عنه، ونسأل الله أن يهديه، ويبعده عن مشاهدة المواقع الإباحية، وننصحكم بما يلي:
- الدعاء له، والستر عليه، وتوفير جو من الخصوصية بينه وبين زوجته، والقرب منه للحيلولة بينه وبين المشاهدات السيئة.
- التفكير في تزويجه إذا شعرتم أن زوجته لا تلبي احتياجاته.
- الحديث عن حرمة ما يعرض في بعض المواقع، وتصحيح بعض المفاهيم الموجودة عند البعض مثل هجران بعض الزوجات لأزواجهن عند الكبر، والنوم مع بناتها أو أحفادها وترك الزوج ومنعه من حقه الشرعي، والرجل يختلف عن المرأة، فالعطاء عنده يستمر، والرغبة عنده تمتد، وقد تزداد وتشتعل بعد توقفه عن الأعمال الشاقة، وتمتعه بالراحة، فكيف إذا اجتمع إلى ذلك مشاهدة القنوات والمواقع الهابطة.
- ننصح بإخبار إمام المسجد والدعاة بالحديث عن حرمة مشاهدة القنوات الهابطة والمواقع والمقاطع المحرمة.
- جلب الأشرطة والكتب التي تتحدث عن حرمة إطلاق البصر، والدخول إلى المواقع السيئة وتأثيراتها على الإنسان، والسعيد من وعظ بغيره.
ونحن نتمنى أن تقترب من الوالد، وتزيد من بره، وتقرب بينه وبين زوجته، وإذا كان يشاهد تلك المقاطع أمامكم فلا بد من عمل شيء،كصرفه إلى مواقع وقنوات طيبة، أو إظهار الرفض والغضب وعدم الرضا بحكم أنكم جميعا تتضررون من الوقوع في الحرام فالمشاهدة وحدها حرام، فكيف بما ترتب بعدها.
ولا مانع من بيان نمط شخصية الوالد، وأسلوب تعامله معكم حتى نتعاون في وضع خطه لإسداء النصح له، وأولى الناس بنصحك والديك، وعلى المسلم أن يصاحب والديه بالمعروف في كل الأحوال، ولكن ليس له أن يطيع إذا أمره بمعصية، كما ينبغي أن يكون في قمة اللطف عند إسداء النصح، وقدوة الناس في هذا خليل الرحمن عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقد نقل لنا القرآن لطفه { يا أبت .. يا أبت ..} وعندما اشتد على الخليل، وطرده لم يقسوا على والده، وإنما قال له { سلام عليك سأستغفر لك ربي}.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
سعدنا بتواصلك ونشرف بمتابعة الأمر معك، ونسأل الله أن يقر أعيننا بهداية من نحب، وأن يثبت الجميع على الحق.