أفكر في إيقاف ما أطمح إليه بسبب ضعف قدراتي العقلية!

0 189

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، عمري 26 عاما، غير متزوجة، طالبة جامعية، وعلى وشك التخرج.
مشكلتي أن قدراتي العقلية ضعيفة قليلا، يعني أنني في خلال حوار مع صديقات أو بالكلاس لا أستطيع استيعاب ما يدور في الحوار.

وأيضا عندما أتكلم أتلعثم ولا أعرف أحاور بشكل جيد أو أرد، أو من خلال المذاكرة أجتهد كثيرا على نتائج غير مرضية أو على مجهودي، وأيضا كثيرة السرحان بشكل كبير، وتفكيري جدا محدود.

ومما يدل على ذلك: أنني أقرأ كثيرا، وأحضر الدورات، وأتمنى أن أكمل دراساتي العلياء ولكني لست إنسانة مثقفة، أو على الأقل طالبة جامعة، فلا يكاد أحد يسألني عن شيء وأستطيع إجابته؛ فليس لدي إجابة في أبسط أمور الحياة.

أنا محبطة، لماذا لا أجد ثمرة تعبي، أو على الأقل دراستي؟ أفكر أن أقف عن كل ما أطمح إليه.

أرجوكم ساعدوني، أنا حزينة من وضعي، خصوصا عندما أرى من هو أصغر مني ويمتلك شخصية مثقفة ومحاورة ممتازة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امجاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك التوفيق في دراستك.

أولا: الحمد لله يا أختي الكريمة أنك وصلت هذه المرحلة التي يحلم بها كثير من الشباب دون سنك. وهذه المرحلة هي مرحلة الإعداد للمستقبل حيث التفكير في التخرج والحصول على الشهادة الجامعية والتفكير في العمل والحصول على الوظيفة المناسبة، أو التفكير في الزواج وتكوين الأسرة، والسعي لتحقيق الأهداف والطموحات، وما إلى ذلك من الخطط المستقبلية المثمرة.

ثانيا: نقول لك لا بد من التخلص من الأفكار السلبية عن نفسك بأنك بطيئة الفهم أو أقل من الآخرين، فما دام أنك أنهيت الثانوية فهذا يعني أنك قادرة على تعلم العلم.

ولا بد أن تعلمي أن هناك فروقا فردية بين الناس، وكل ميسر لما خلق له، فإذا فشل الشخص في المجال الأكاديمي فقد ينجح ويبدع في مجالات أخرى.

وهناك العديد من الأمثلة لعلماء فصلوا من التعليم النظامي بسبب فشلهم الدراسي في السنوات الأولى من التعليم، ولكنهم صاروا من أعلام في مجالات أخرى بسبب كدهم واجتهادهم. فإذا كان هناك دافع وعزيمة وإصرار ومثابرة فسيصل الإنسان لما يريد.

ثالثا: أختنا الكريمة العبرة من العلم ليس الحصول على الشهادة، فكم من أناس حصلوا على شهادات ولكن دون فائدة، فالشهادة تقييم دنيوي ووسيلة للتمييز بين الدارس وغير الدارس، ولم تكن موجودة الأزمان السابقة؛ فنقول لك: امضي في تعلم العلم ولا تلتفتي إلى الأفكار السلبية، فالعلم يحقق لك الرفعة في الدنيا والآخرة إن شاء الله، ولن يخيب الله رجاءك ما دمت مخلصة في طلب العلم، وتذكري قوله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله).

وتقربي إلى المولى عز وجل بفعل الطاعات، وتجنبي المنكرات، وقومي بتكرار ما درسته في كل يوم، وابدئي بمذاكرة رؤوس الموضوعات وعناصرها الرئيسة وافهميها جيدا، ثم انتقلي إلى الفروع، وحاولي تلخيص ما درسته في نقاط واربطي المعلومات الحديثة مع المعلومات التي سبق لك استيعابها أو بأسماء وأماكن في البيئة التي حولك، واسألي العلماء كثيرا ولا تترددي في ذلك، وتدربي على إجابة الامتحانات السابقة، وحاولي إنفاق ما عندك من علم لمن هم أدنى منك مستوى.

ولزيادة الثقة بالنفس يمكن اتباع الآتي:

1- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص وهي: الرغبة في بلوغ الكمال – سرعة التسليم بالهزيمة – التأثير السلبي بنجاح الآخرين – التلهف إلى الحب والعطف – الحساسية الفائقة – افتقاد روح الفكاهة.

2- زودي حصيلتك اللغوية بالقراءة والاطلاع والاستماع لحديث العلماء والمفكرين.

3- تدربي على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفينهم من الأقارب والزميلات.

4- شاركي في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالناس، وإذا أتيحت لك فرصة تدريس طلاب في المراحل الدنيا اغتنميها ولا تترددي.

5- حاولي أن تضعي لك برنامجا تدريبيا يوميا تقومين فيه بتحضير مادة معينة أو درسا معينا وقومي بإلقائه في غرفة خالية ليس بها أحد أو بها من تألفينهم ولاحظي على نفسك التغيرات التي تحدث لك في كل مرة، وقومي بتسجيلها أو تسجيل درجة القلق والتوتر التي تشعرين به في كل مرة، واجعلي لها مقياس من (1 إلى 10) حيث أن الدرجة عشرة هي أعلى درجات القلق، ثم اجتهدي في كل مرة أن تخفضي هذه الدرجة إلى أقل ما يمكن لاستعادة الثقة بالنفس، وبالتالي التغلب على المشكلات.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات