كيف أتفادي أسئلة الناس بدون التصادم معهم؟

0 195

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في 19 من العمر، قليل التعامل مع الآخرين، أدرس في الجامعة وأحصل على درجات عالية -ولله الحمد-، أشعر بالحرج والضيق عندما يسألني أحد عن درجاتي؛ خوفا من العين والحسد والغيرة.

دائما ما يكرر أبي وأمي أن الآخرين لا يأتي منهم خير، فيجب أن تأخذ حذرك منهم، وأنا اشعر أن الدرجات من الخصوصيات، وللأسف هنالك الكثير من لا يقدر خصوصية الآخرين، أتعامل مع أناس لا أعلم هل يسألون من أجل الاطمئنان علي، أم يسألون من أجل تبرير عدم نجاحهم في الحصول على تقدير جيد من أجل قول:" لم يأخذ أحد في القاعة على أعلى من هذا التقدير "، وهناك نوع آخر يسألون من باب حب الاطلاع على كل شيء.

لا أريد أن أكذب؛ لأنه حرام ولتسببه بالمشاكل عندما يكتشف الأمر، فجربت أخبارهم أني لا أريد أن أطلعهم على درجاتي فشعر الكثيرين بالضيق وسببت بعض المشاكل، ولست أملك سرعة البديهة الكافية لحل هذه المشكلة.

سؤالي هو: هل هناك طريقة لتفادي هذه الأسئلة بدون التصادم مع الآخرين؟

آسف على الإطالة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zidman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية التوفيق في دراستك.

ابننا العزيز -الحمد لله- على نجاحك وتفوقك بين زملائك ونسأل الله تعالى أن يحفظك من ما تخاف منه.

أولا: نقول لك لا بد من التسليم بأن ما بنا من النعم فهي من الله عز وجل لذلك إسناد أي نجاح أو تفوق له سبحانه وتعالى يذكرنا بضعفنا وافتقارنا واحتياجنا له في كل صغيرة وكبيرة، هذا المفهوم إذا اقتنعنا به تماما وأقنعنا به الآخرين ستسهل المهمة في الرد على كل من يسأل عن الدرجات، أو العلامات التي نحرزها.

لذلك ابننا العزيز ذكر السائلين قبل أن تجيب على أسئلتهم بأن الله تعالى هو الذي وفقك، وهو الذي أعطاك لكي ينصرف انتباههم إلى المعطي، فيزول الحسد عن من كان في نفسه ذلك إذا قدر عظمة الخالق الذي لا يسأل عما يفعل، فهذا علاج للفئة التي تظن أنها تحسدك في الحصول على الدرجات العالية.

ثانيا: حب الخير للآخرين ومساعدتهم في الدراسة، بل إعطاؤهم ما عندنا من معارف ومعلومات يكون سببا في تقوفنا؛ لأن العلم ينمو بالإنفاق ويزداد ويكثر، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، فحسبنا إذا كان المكافئ هو رب العالمين وحسبنا إذا كان المعطي هو رب العالمين؛ لأن ما عنده لن ينفد وخزائنه مليئة بكل ما نحتاجه، وهو العدل لا يظلم أحدا، فالتنافس المحمود هو الذي يشجع الآخرين للتأسي والاقتداء بك إذا شعروا بأنك تصارحهم، ولا تخفي عليهم شيئا، وتبدي الاستعداد لمساعدتهم وتبرهن لهم أنك تتمنى لهم التوفيق والنجاح، فهذا علاج للفئة التي تظن أنها تنافسك.

ثالثا: مع احترامي لوجهة نظر الوالدين أقول إن التعميم قد لا يكون منصفا إذا قلنا إن كل الآخرين لا فائدة منهم، والأفضل الابتعاد عنهم، فالإنسان ربنا سبحانه وتعالى أعطاه العقل لنميز به الخبيث من الطيب، فرب –أخ- لك لم تلده أمك.

وديننا الحنيف دعانا للتكاتف والتعاضد والتعاون، ولا يمكن للإنسان أن يعيش سعيدا إذا ابتعد وانعزل عن الآخرين؛ لأن هناك حاجات نفسية واجتماعية لا تشبع إلا بالاختلاط والتفاعل مع الآخرين.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات