السؤال
أنا شاب متزوج، عمري ٢٦ سنة، ومشكلتي تتلخص بأني أحب غير زوجتي، وهي خطيبتي السابقة، وما زلت أحبها رغم زواجي، وأنا حاس بالذنب تجاه زوجتي بأني أخونها مع غيرها، وأنا غير قادر أن أبتعد عن خطيبتي السابقة، ولا أستطيع أن أكمل مع امرأتي وأنا أخونها.
سافرت عمرة وتقربت لربنا وقلت: لعلي أنسى وربنا يهديني، لكني رجعت ووجدت نفسي أكلمها وأراها، وأرجع أوبخ نفسي، ثم أتقرب إلى ربنا، وأرجع فترة وأكلمها، وقد دعوت ربنا كثيرا أن يخرجها من قلبي ويقربني لزوجتي، وأحبها بصدق؛ لأنها تستحق أن تحب.
أحيانا أقول لنفسي: إنك لا تستحقين الظفر بها، فأرجوكم ساعدوني؛ لأتغلب على شيطاني وأتقرب من زوجتي، وأرجع إلى ربنا، لا أريد أن أرجع للحرام أو أن أفكر فيه، لأني وصلت لدرجة أن أقنع نفسي أني لن أتغير، وأن ربي غير راض عني، وأتمادى في المعاصي معها وأغضب ربنا.
أنا كرهت نفسي، ومن كثرة التفكير كنت آخذ حبوب اكتئاب، وحاولت الانتحار، أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يهديك ويحقق الآمال.
نقدر اعترافك بتميز زوجتك الحلال، ونذكرك بمراقبة من لا يغفل ولا ينام، وندعوك إلى توبة نصوح وليس مجرد توبة باللسان، وتلك توبة الكذابين: وهي أن يتوب اللسان، ويظل القلب متعلقا بالمعصية متشوقا لأيامها وذكرياتها، ومن هنا فنحن ننصحك بما يلي:
1- اللجوء والتضرع إلى الله بإخلاص وصدق.
2- التخلص من أرقامها وتبديل رقم هاتفك.
3- الابتعاد عن أماكن وجودها، وشارع منزلها، وكل ما يذكرك بها.
4- النصح لنفسك ولها بتركها والبعد عنها.
5- التعوذ بالله من شيطان يزين لك الحرام ويزهدك في الحلال.
6- تذكر ما في خطيبتك السابقة من سلبيات، وما في زوجتك من إيجابيات.
7- اقرأ على نفسك الرقية الشرعية وحافظ على الأذكار.
8- تعوذ بالله من مجرد التفكير في الانتحار.
9- راقب الله في سرك وعلانيتك وخف الله بمقدار قدرته عليك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونشكر لك الاهتمام والاغتمام والحزن لأجل المخالفة، ونتمنى أن تحول الرفض إلى برنامج عمل يعينك على التوبة، ونذكرك بأن الله يمهل ولا يهمل، وأنه يستر على العصاة ويستر، فإذا لبسوا للمعصية لبوسها؛ هتكهم وفضحهم وخذلهم {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}
سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والاستقرار.