السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي هي أن لي صديقة عزيزة جدا على قلبي، حيث بدأت علاقتي معها منذ سنة تقريبا، ولقد كنا لا نفارق بعضنا إلا عند النوم، حيث نعيش في سكن الطالبات، وهذا ما أتاح لي الفرصة ولها لتقربنا من بعض أكثر، حيث ارتحنا لبعضنا كثيرا، وكنت أقول لها ما بنفسي، وهي تقريبا لا تقول ما بداخلها إلا في الظلام، سواء عندما نتمشى مع بعض ليلا في السكن، أو في الغرفة حين تطفئ الأنوار.
وهي من النوع العنيد، وترتاح لأي أحد يتكلم معها، مع أنها تكون خجولة من الكلام معهم، وبدأت المشكلة حيث أني لم يحالفني الحظ لكي آخذ بعض المساقات في الصيف معها، فكانت دائمة الاتصال بي، وكانت تقول لي بأنها مشتاقة إلى الجلوس معي، والفضفضة، وأنا ليس بيدي شيء سوى أن أقول لها: تعرفي إلى البنات، وستجدين من تعوضك عني، وكانت ترفض هذا الشيء.
وكنت أكلمها قبل وبعد الدوام، ولكن وبعد فترة احتجت إليها كثيرا، واشتقت إليها، وأريد أن أكلمها، ولكن فوجئت بإنسانة أخرى لا أعرفها! لقد تغيرت كثيرا، ولكن استمرت مكالمتي لها، قلت في نفسي: ربما تكون متضايقة من شيء ما، وأنا أتكلم معها لا أحس بأنها معي: تكون مشغولة بمن معها، وتضحك معهم، ولا تعيرني اهتماما، وأنا من كنت لا أنام الليل عندما أعرف أنها متضايقة من شيء ما! ومن شدة غضبي أغلقت السماعة في وجهها، وفي نفس اليوم اتصلت لأعتذر، ولكن لم تقبل الاعتذار، أو بالأصح لم تسمع الاعتذار، فكانت تتكلم مع من كانت معها! حزنت كثيرا؛ لأني أحسست بأني أهنت نفسي!
واتصلت بعد فترة لكي أطمئن عليها، وكانت تتكلم معي بجفاف لم أعهده من قبل، وقلت لها: إني أعتذر إليك للمرة الثانية؛ فأرجو قبول الاعتذار)! فردت وقالت: (أنت كلما فعلت شيئا اعتذرت، وما هذه الكلمة البسيطة؟ أتحسبين أنها أنستني ما فعلته بي) قلت لها: (أنا مستعدة أن أعتذر إليك من الآن وحتى آخر يوم لي) ولم تتقبل الكلام!
وهي الآن لا تريد رؤيتي، ولا الكلام معي، وتقول: أنا كنت ألعب بمشاعرك، لقد صدمت من هذه الكلمة جدا! أنا لا أنكر أني كنت أغار مرات عليها، ولكن لا أريد أن تبتعد عني، فقد أحببتها كثيرا، وهي بصراحة عندما تغضب من أي طالبة من الطالبات كانت تأتيها حالة، وهي تفضل الجلوس في الظلام، وتضع رأسها على ركبتيها، وتخاف من أي أحد يجلس بجوارها، أو يكلمها عندما تأتيها الحالة!
وعندما تنام وتصحو صباحا، وأكلمها عن ما حدث بالأمس تقول: لا أذكر أي شيء، وهذا الشيء الذي أتاح لي الفرصة لأقترب منها حيث نفرت منها الطالبات؛ خوفا منها ومن الحالة التي كانت تأتيها، أما أنا فكنت أجلس معها حتى تنام، وأحيانا حتى الفجر أقرأ عليها بعض آيات القرآن الكريم، أو أضع لها قناة القرآن، ولكن كانت تستغرب الصوت، وتبحث عنه في أرجاء الغرفة المظلمة!
وأنا ما أطلبه هو أن تعود صديقتي كما كانت، تتقبل كلامي لها، أرجو أن تجدوا حلا.