منذ طفولتي وُضعتُ أمام مروحة أرضية فأصبت بضيق تنفس حاد

0 153

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أود أن أشكر الإخوة القائمين على هذا الفضاء الإعلامي الهادف، والذي من خلاله وجدنا حلولا وإجابات لكثير من مشاكلنا واستفساراتنا، فجزاكم الله عنا وعن المسلمين أحسن الجزاء.

أبلغ من العمر 32 عاما، مشكلتي بدأت منذ الرضاعة، إذ كانت من عادات منطقتنا في فصل الصيف وضع معجون الحنة على أغلب أعضاء جسم الرضيع، وهذا بقصد تخفيف تأثير درجة الحرارة عنه، إلا أني وزيادة على هذا وضعت أمام مروحة أرضية وما هي إلا دقائق حتى أصبت بضيق تنفس حاد، نقلت على إثره إلى المستشفى وأخذت العلاج المناسب.

ومنذ ذلك الحين وأنا أعاني من حساسية في الجهاز التنفسي، فأنا سريع الإصابة بالزكام، ولا أستطيع المكوث في ظل وجود مكيفات الهواء، كما لا أتحمل المشروبات الباردة؛ لأنها تسبب لي التهاب الحنجرة.

والتساؤل هنا: عن إمكانية علاج مثل هذه الحالات، وما هي النصائح التي يمكن أن تقدموها لي؟

وجزاكم الله عنا وعن المسلمين أحسن الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غندير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحساسية من الأمراض المزمنة والتي قد تصيب الأنف أو الصدر أو الجلد، ولنركز في الرد هنا على حساسية الأنف والصدر لما بينهما من تشابه وتقارب كبير، وخاصة ما يسبب في تهيجها، ولكن كبداية لا بد من تصحيح الخطأ الشائع الذي يقع فيه الكثيرون بالتعبير عما يعتريهم من أعراض الحساسية -من رشح وعطاس وانسداد بالأنف- بالزكام، فالزكام غالبا ما يكون معه ارتفاع بدرجة الحرارة مع آلام حادة بالجسم، وهو ما لا يوجد مطلقا مع الحساسية، وهذه الأخيرة تتميز مع العطاس والرشح وانسداد الأنف بحكة شديدة بالأنف.

قد يحدث خلط بين حساسية الأنف وحساسية الصدر، وخاصة أن المهيجات لكل منهما واحدة مثل: التراب، والدخان، والعطور، والبخور، والمناديل المعطرة، ومعطرات الجو، والمنظفات الصناعية، والمبيدات الحشرية، ووبر الصوف والغنم، وزغب الطيور، ورائحة الطلاء والوقود، وبعض المأكولات مثل: البيض، والسمك، والموز، والفراولة، والمانجو، والشيكولاتة، والحليب، وغيرها من المهيجات، والتي تتفاوت من شخص لآخر، ولكن أعراض حساسية الأنف تختلف اختلافا جذريا عن أعراض حساسية الصدر.

فحساسية الأنف؛ يكون معها رشح وعطاس وحكة وانسداد بالأنف، وقد تشمل الحكة العين والأذن والحلق من الداخل، وقد تسبب سعالا؛ لما تسببه من تهيج في نهاية الحلق والحنجرة فيما يشبه الشرقة، والتي يعقبها السعال.

أما حساسية الصدر؛ فيكون معها صفير وتضييق بالصدر وزيادة في البلغم، والذي يسد مجرى التنفس؛ فيسبب ضيقا وصعوبة في التنفس، وخاصة مع احتياج الجسم لكمية أكبر من الأكسجين، كما في حالات صعود الدرج أو التمرينات الرياضية والجري، وكذلك يكون هناك سعال؛ للتخلص من هذا البلغم.

وقد يلتبس الأمر على البعض في كونها حساسية صدر أم حساسية أنف إذا كان العرض الأساسي في حساسية الأنف هو انسداد الأنف، وما يترتب عليه من صعوبة في التنفس، وقلة إمداد الجسم بالهواء والأكسجين اللازم، وخاصة في حالات الجري والرياضة، والتي قد تشبه كثيرا أعراض حساسية الصدر، ولكن وجود الأعراض الخاصة بكل قسم منهما كما أسلفنا سابقا يفرق بينهما.

والعلاج الأساسي لكل من حساسية الأنف والصدر هو البعد عن المهيجات التي ذكرتها آنفا، مع تناول مضادات الهيستامين مثل: حبوب كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء، مع استخدام بخاخ فلوكسيناز مرة يوميا، أو رينوكورت أو رينوكلينيل مرتين يوميا؛ للتغلب على أعراض حساسية الأنف.

وأما في حالة حساسية الصدر: فنستخدم مع حبوب الحساسية مثل: كلارا او كلاريتين بخاخا؛ لتوسيع الشعب الهوائية مثل: فنتولين بخاخ.

وفي بعض حالات الحساسية الشديدة للأنف والتي تأخذ معظم فتحات الرأس مثل: الأنف والحلق والعين والأذن، أو كتمة الصدر وضيق التنفس الشديد في حالات حساسية الصدر؛ فننصحك بأخذ إبرة كورتيزون بالعضل اسمها ديبروفوس، بشرط ألا تكون تعاني من مشاكل أو قرحة بالمعدة، أو من مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو هشاشة في العظام، وبشرط ألا تكرر استخدامها قبل 3 أشهر وهي مدة بقائها في الجسم قبل التخلص منها وإفرازها خارجه.

ما سبق هي المحاذير من استخدام الكورتيزون، وأهم آثاره الجانبية، ولكن بخلاف ذلك فهو له تأثير السحر في القضاء على أعراض الحساسية، ولذا يعتبره الأطباء سلاحا ذا حدين، ولذا وجب التنبيه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات