مشكلتي تذكر أشياء قديمة؛ فأندم عليها وأبكي

0 141

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

عندي مشكلة وهي: أني أتذكر أشياء قديمة فأندم عليها وأبكي، وأحيانا أفكر بالانتحار، حتى إذا كان الأمر غير مهم تكبر الفكرة برأسي مثلا: حدث لي موقف قبل شهر؛ كنت نائما في المدرسة فجاء واحد وضربني كفا قويا جدا، فرديت له الكف، لكن ليس بنفس قوة الضربة؛ لأني كنت خائفا منه.

الآن تأتيني أفكار بأني ليس رجلا، وأني ضعيف لا أستطيع أن أدافع عن نفسي، وأني ذليل، فهل هناك شيء أستطيع أن أعمله لعلاج المشكلة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعاني منه ربما يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين.

أولا: نقول لك -ابننا العزيز-: إن الأفكار السلبية التي تسيطر عليك لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها: المواجهة وعدم الانسحاب والاستسلام لها، فحاول رفع شعار مفاده "التحدي والمواجهة والدفاع عن نفسك"، ولا تخشى من حدوث أي مكروه لك، فأنت على حق، والله تعالى سينصرك ويقويك على أعدائك.

أكيد أن في كل بلد قانون يحمي المواطنين فلماذا الخوف؟ فحاول الاطلاع والتثقيف في قوانين بلدك، ومعرفة حقوقك، ومعرفة كيفية الدفاع عن نفسك بالطرق القانونية الصحيحة حتى لا تضيع حقوقك، وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-: (يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

ثانيا: واظب على الصلوات في جماعة، وخاصة صلاة الصبح، فإنك تكون في ذمة الله لا يضرك شيء، ويحفظك الله تعالى من كل شر طيلة ذلك اليوم، ويبعد عنك كل مشكلة، واستعذ بالله من الجبن في أذكار الصباح والمساء.

ثالثا: انتهج لك منهجا للتعامل مع الآخرين والتزم به، يقوم على احترام من يحترمك ويقدرك، وبغض وتحقير من يسيء إليك، وإذا اعتدي عليك فدافع عن نفسك، واعلم أن الله تعالى ينصر المظلوم وثق في ذلك، وإذا حدث تغيير في شخصيتك ستتغير نظرة الناس تجاهك.

رابعا: تدرب على ألعاب القوى والدفاع عن النفس، فإنها تزيد من ثقتك بنفسك وتجعلك مهابا وسط زملائك، وكل ذلك يساعدك في كيفية التعامل مع أصدقاء السوء.

وفقك الله تعالى، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات