السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة عمري 31 سنة، ولدي بنت وولد، وأرغب في الحمل مرة أخرى، ولكنني مصابة بنوبات الهلع: panic attack منذ عامين وسبعة أشهر، ولا زلت أعاني القليل منها.
بدأ المرض بنوبة شديدة ظلت لأيام، وبعد الكشف الطبي لجأت لطبيب نفسي، وأخذت دواء (سيتالوبرام) تدريجيا حتى جرعة 40 mg يوميا، وتحسنت عليه، ولكن كانت تعود لي النوبة مرة كل أسبوعين، وأحيانا كل 3 أو 4 أو 5 أشهر، أما النوبة الأخيرة فكانت أطول مدة لانقطاع النوبة، فنصحني طبيب آخر باستخدام (ايستالوبرام 20 ملغ يوميا)، مع الاستعانة بمعالج نفسي، وتحسنت عليه، إلا أنني لم أنجح في الحصول على معالج نفسي، فتركت الدواء تدريجيا منذ شهر، وجاءت نوبه العشر دقائق، فآخذ أحيانا دواء (زولام) أو (اندرال)، وأشعر بأنني في حالة جيدة، ولم أعد أرغب في أخذه، وأتمنى الحمل.
هل يمكنني الحمل الآن؟ وهل تؤثر نوبات الهلع على الجنين في فترة الحمل، أو أثناء الولادة؟ وهل تستمر نوبات الهلع مع المريض، أم تزول؟ وما هي نسبة الشفاء من هذا المرض؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشكرك على هذا الشرح لما تعانين منه، وهذه الأسئلة الدقيقة والمهمة لتوضيح ماهية المرض الذي تعانين منه، وهو اضطراب الهلع.
أولا: لا شيء يمنعك -إن شاء الله- من الحمل وإنجاب المزيد من الذرية.
أما بخصوص (الزولام) فلا مانع من أخذه عند اللزوم في الحمل، ولكن هناك تحذير من استعمال (الأندرال) أثناء الحمل، وليس هناك ضمان لسلامته، ولذلك يستعمل فقط عند الضرورة، وحالتك لا تعتبر ضرورة، إذ توجد بدائل أخرى، ولم يثبت تأثير نوبات الهلع على الجنين أثناء الحمل، بل كل الاضطرابات النفسية لا تؤثر على الجنين -بحمد الله-.
نوبات الهلع عادة قد تتكرر في نفس المواقف التي حدثت فيها من قبل، وليس لها ارتباط معين بالولادة، وتتراوح نسبة التعافي من الهلع بين 25 إلى 75%، وتعتمد نسبة التحسن على أخذ العلاج مبكرا، ومدى شدة الأعراض، وفي حالتك -الحمد الله- تحسنت، وهذا مؤشر طيب.
ويجب ألا تقلقي إذا ما زلت تعانين من بعض الأعراض الخفيفة، وإن شاء الله توفقي في الحصول على علاج نفسي، فسوف يفيدك هذا كثيرا.
أسأل الله لك العافية، وبالله التوفيق.