أعيش بخيالي ولا أهتم بالواقع .. هل من حل؟

0 185

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني منذ 3 سنوات تقريبا من مشكلة أتعبتني كثيرا، وهي أني أعيش بخيالي، فكل ما يحصل بواقعي لا يهمني، وأي مشكلة تحصل لي أو لأهلي فإني لا أهتم لها ولا أعير لها بالا مطلقا, فأنا أعيش بخيالي، فالأشخاص الذين أحبهم أتخيل معهم مواقف وأحاديث طويلة لا تنتهي، لا أنكر أني أستمتع بهذا الخيال كثيرا، فأنا دائما أضحك وأبتسم لوحدي عندما أتخيل مواقفي مع من أحب -المواقف التي لم ولن تحصل- لكني بدأت أتعلق وأحب أشخاصا لا يعرفون إلا اسمي فقط، وهذا يؤلم كثيرا، وأيضا فأنا الآن لا أستطيع أن أستمتع أو أسعد إلا عندما أتخيل.

أريد أن أكون فتاة طبيعية كغيري، أريد أن أعيش كل لحظة، لا أريد أن أحب بخيالي وأصدم بالواقع، حاولت أن أسيطر على تفكيري ولا أفكر لكني لم أستطع لأني أبقى حزينة بدون خيالي الذي زادني هما، حتى لو أسعدني أحيانا.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولا: أختنا الكريمة نقول لك: التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي نستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.

أما موضوع حديث النفس إلى النفس، فهو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما. وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل. فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف أو الحل المناسب للمشكلة وفقا لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك نقول: أنه استخدم عقله بطريقة صحيحة. فالعقل نعمة من نعم الله علينا نستفيد منه كثيرا إذا وجهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا، والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة. فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور.

أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية، فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.

حاولي أن تشغلي نفسك بما هو مفيد وممتع، وذلك بممارسة نشاطات أو هوايات تساعد في انفعالاتك، وكذلك شاركي في أعمال طوعية ونشاطات اجتماعية تفجر ما لديك من قدرات وإمكانيات وتشعرك بدورك في هذه الحياة.

شرح الله تعالى صدرك، ووفقك لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات