أعاني كثيرا من الاكتئاب والحزن والأرق، لا أعلم لماذا؟

0 190

السؤال

السلام عليكم

أنا في الحقيقة شخص طيب، وأعمل كل شيء فيه الخير، وأفعل ما أمر به ربي، وأتجنب ما نهى عنه.

منذ بداية فترة البلوغ أصابني أمر غير حياتي كلها، وهو الاكتئاب والحزن والأرق، لا أعلم لماذا؟ وأنا دائما تفكيري سلبي وليس إيجابيا، هل الأفكار السلبية هي التي اختزنت في عقلي الباطن، وأصبحت كجزء من نمط حياتي اليومية؟ وهل يصعب أن تخرج من العقل أم لا؟

الأفكار السلبية والتشاؤم من المستقبل والحزن والتفكير بالانتحار كل يوم يأتيني، أنا خائف من عذاب الله، وإن شاء الله أكون من الصابرين إلى أن ألقى الله.

أحس أيضا كأن لدي تشويشا في الرؤية، ودوخة وألما في العيون شديد، هل هو من الذي في أم ماذا؟ وكأني أنا أيضا ليس في الواقع، وكأني لا أتحكم في نفسي وذاتي، وأتخيل نفسي كأن في مسا أو مسحورا، وأهلوس دائما وأبكي، ولا أرتاح إلا في السجود، فأتمنى أن أقضي كل حياتي في السجود، فهو الراحة بالنسبة لي.

كيف أتخلص من الأفكار السلبية التي قتلتني وملأت عقلي بكل شيء من الحزن والاكتئاب والأرق...إلخ؟

الذي زاد الأمر سوءا والذي زاد الحزن أكثر هو موضوع السعرات الحرارية، حتى الاستشاريون صرفوا لي أدوية اكتئاب، وقالوا: إن بعضها يزيد الوزن قليلا، فتركتها بسبب ذلك، وأنا أعلم أن فائدتها أكثر من الزيادة، لقد أصابني هوس من ذلك، وأتتني متلازمة للأكل بالحلويات بكميات كبيرة، وبعد ذلك ألغيت وجبتين من اليوم لكي لا أتجاوز السعرات الحرارية.

أنا قبل سنوات لا يهمني شيء، ولا أعرف شيئا، والثقافة معدومة بالكامل، ومنذ ثلاث سنوات حضرت دورات تدريبية كثيرة لأشخاص مشهورين في علم النفس والطب، وأتعلم ليلا ونهارا في مراكز التدريب...إلخ، ازدادت الثقافة والمعرفة لدي، ومنذ ذلك أتاني الاكتئاب والحزن والتفكير السلبي.

أتمنى أن يرجع الزمان وأكون لا أعرف شيئا بالمعرفة والعلوم والدورات...إلخ.

بسبب الاكتئاب أنا الآن في آخر سنة في الثانوية حتى ما أتيت الجامعة، لكن أنا لدي المعرفة والمعلومات أكثر من الشخص الجامعي، ومنذ ذلك أصبحت كثير التفكير وحزينا ومكتئبا، ودائما أفكر بالمستقبل، لا أعلم هل هو بسبب طفرة المعرفة في سن أقل من السن المرجو لذلك أم ماذا؟

تركت الذهاب إلى الدورات وتركت كل شيء فيه معرفة وثقافة وتعلم، وأريد نسيان كل شيء تعلمته في هذه الدنيا!

يا ليتني طفل لا أعرف شيئا، أو مسن في نهاية العمر أصابه الزهايمر، كنت قبل سنوات قليلة أفضل من الآن بكثير، والسبب يعود أنه كانت الثقافة والمعرفة معدومة لدي، وأحس عقلي كأن فيه مكائن تشتغل، ومشغول دائما بالأفكار، حتى وأنا نائم تأتيني الأحلام والأفكار.

جزاكم الله خيرا انصحوني ماذا أفعل لأتخلص من الضغوط التي دمرت حياتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: إن كنت بالفعل تنتابك أفكار انتحارية فهنا أقول لك لا بد أن تذهب إلى طبيبك النفسي وتبلغه، هذا الأمر لا مزاح فيه أبدا، من هم في عمرك حين يتحدثون عن الانتحار نحن نأخذ هذا الأمر بجدية شديدة، ولا مجال أبدا للتراخي فيه، فأرجو أن تذهب وتبلغ الطبيب، وسوف يتخذ الطبيب الإجراء المطلوب، حتى إن طلب منك أن تدخل المستشفى يجب أن تنصاع لذلك.

هذه هي النقطة الأولى، وهي النقطة الجوهرية التي وددت أن أبلغك إياها.

بالنسبة للأمور الأخرى: العلاج للاكتئاب معروف، هنالك علاج بيولوجي، هنالك علاج نفسي، هنالك علاج اجتماعي، وهنالك العلاج الروحي أو العلاج الإسلامي كما نحب أن نسميه، فالعلاج البيولوجي هو أن تتناول الدواء.

بالنسبة للأدوية وزيادة الوزن: بإمكان الطبيب أن ينقلك إلى أدوية لا تزيد الوزن أبدا، لدينا مضادات اكتئاب وأدوية فاعلة وممتازة، ولا تزيد الوزن، وأنت في ذات الوقت مطالب بأن تهتم بنظامك الغذائي، وأن تمارس الرياضة، هذا كله يحافظ على وزنك تماما، ويحسن من فعاليتك، وفي ذات الوقت يزيل عنك هذا الاكتئاب إن شاء الله تعالى.

من أهم معالجات الاكتئاب: قد ذكرنا ذلك سلفا، أن التفكير الإيجابي مطلوب، ومهما كانت المشاعر سلبية لا بد للإنسان أن يدفع نفسه إيجابيا، خاصة أنت في سن صغيرة، وأعتقد أن الدنيا أمامك سوف تكون جميلة، والحياة طيبة، لكن فكرك الافتراضي السلبي والتشاؤمي كثير جدا، أنت تتكلم عن الخوف من الزهايمر وحين تكون مسنا، هذا تفكير تشاؤمي قبيح لا داعي له أبدا أيها الفاضل الكريم.

هذا هو الذي أود أن أذكره لك، وأرجو أن تذهب وتقابل الطبيب.

وللفائدة راجع حكم الانتحار أو التفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518)، وسائل التخلص من الاكتئاب سلوكيا: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات