السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع والمفيد، على كل المستويات، وأتمنى لكم الدوام على مساعدة الناس.
أنا شاب في بداية العقد الثالث من عمري، ومبتلى بالرهاب الاجتماعي، ولكنه إلى حد ما بسيط، فهو لا يمنعني من الخروج من بيتي أو التعامل مع الناس، إنما يشعرني باكتئاب وتوتر، وبعض المشاعر الدونية، مما يجعلني أتجنب الناس وأتجنب السعي وراء ما أريد، وانعكس هذا الأمر أيضا على الدراسة، فنفس تلك المشاعر تنتابني عندما أحاول المذاكرة فأتجنبها هي الأخرى، مما أدى إلى رسوبي وامتناعي عنها نسبيا.
أعرف كيف أتعامل مع نفسي بالتحفيز وتغيير الأفكار، ولكن تلك الحالة من التوتر والارتباك تمنعني من ممارسة السلوك الذي يتوافق مع تلك الأفكار، وحتى إن فعلته أفعله بشكل ضعيف فيأتي بنتيجة عكسية.
كذلك من نتائج الرهاب، والتي تؤرقني بشدة هي التلعثم، خاصة أثناء الغضب، ولو أن الإجابة كانت باستخدام دواء فأنا في مصر، ولا أعرف أيها متاح، وأيها ممنوع، إلا بوصفة طبية.
أشيروا علي أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك واضحة، وهي رسالة طيبة، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف.
أنت تعاني من درجة بسيطة جدا من الرهاب الاجتماعي، أو أنه قد يكون رهابا شديدا، لكن - الحمد لله تعالى – من خلال تفعيل آلياتك العلاجية الإيجابية استطعت أن تتغلب على جزئيات كبيرة منه جدا، وبقي الجانب الذي ذكرته وهو أن تشعر بشيء من الاكتئاب والتوتر، وأعتقد أن ذلك ناشئ من توقعك أن المواقف الاجتماعية سوف تسبب لك أزمات نفسية، إذا أنت تتوقع التوتر، أنت تتوقع الاكتئاب، لذا تأتيك هذه المشاعر السلبية.
أنا أراك بخير -أيها الفاضل الكريم- وأقول لك مارس نفس ممارساتك: تحقير فكرة المخاوف، الإكثار من التفاعل الاجتماعي، تثبيت أنشطة اجتماعية يومية، هذا أمر مهم جدا، والرياضة -يا أخي الكريم أحمد- نعتبرها أمرا أساسيا في علاج الرهاب الاجتماعي، وكذلك تمارين الاسترخاء.
الدواء أيضا له دور، ودور كبير جدا، لأنه يساهم ويسهل وبفعالية واضحة على الإنسان التطبيقات السلوكية، والكلية الملكية البريطانية ترى أن أحسن نموذج للعلاج في مثل حالتك هو النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي والروحي، هم أسموه (الروحي) ونحن نسميه (الإسلامي).
الحمد لله تعالى، أنت لديك تطبيقات سلوكية ممتازة، لديك الجانب الاجتماعي أيضا ممتاز، وأحسب -إن شاء الله تعالى- نظامك الإسلامي أو منهج الإسلامي أيضا ممتاز، وذلك من خلال التزامك بعباداتك، وهذا ما نريده لك.
بقي الجانب البيولوجي، وأنا أذكر مرة أخرى -يا أحمد- أنه من الضروري جدا أن تكون لك قناعة بأن الأخذ بالأبعاد الأربعة للعلاج يأتي بنتائج رائعة؛ لأن هذه الأربع تتفاعل مع بعضها البعض، ونسبة لمفعولها التضافري فيما بينها تكون النتيجة علاجا رائعا وناجحا -إن شاء الله تعالى- فخذ أحد الأدوية، واللسترال معروف في مصر، ويسمى علميا (سيرترالين Sertraline)، وهناك منتج مصري ممتاز اسمه (مودابكس Moodapex).
أنت تحتاج لجرعة صغيرة جدا، والدواء لا يحتاج لوصفة طبية، تحتاج أن تبدأ بنصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجراما- تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، المدة قصيرة، الجرعة قصيرة، ولن تحتاج لأكثر من ذلك.
بعد انقضاء الثلاثة أشهر اجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
لا أتوقع أن تكون هنالك آثار جانبية حقيقية للدواء مع هذه الجرعة الصغيرة، فهو سليم وفاعل وغير إدماني، أسأل الله أن ينفعك به، وأشكرك كثيرا على الثقة في استشارات إسلام ويب.