علاج الشعور بالدونية والرهاب الاجتماعي واضطراب الذاكرة

0 652

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت مشكلتي فجأة عندما التحقت بالصف الأول الثانوي، تحولت في ليلة وضحاها إلى فتى خجول، وتحديدا لم أستطع المشاركة في الفصل بأي شيء سواء كان صغيرا أو كان كبيرا! أصابني ذلك بذهول كبير، فقبل 3 أشهر كنت في الصف الرابع المتوسط شعلة يشير إليها المعلمون والتلاميذ، ولم يحصل معي شيء في الإجازة الصيفية لأظهر هكذا، وفوجئ زملائي الذين انتقلوا معي إلى الثانوية بهذا التحول الغريب.

وكان كل يوم يمر أقول لنفسي: "بالغد سأظهر للجميع مقدرتي في الفصل"، وعند اللحظة الحاسمة أنتكس، ولا أحرك ساكنا، أدفع بنفسي دفعا للتحرك، فلا أقدر! ومرت السنة كاملة، وقلت عندها: "في العام القادم سأريهم".

وكنت أتمنى ألا يأتي معي من عرف بي هذه العلة، ومرت السنة تلو الأخرى بنفس الطريقة، كدت أن أطرق رأسي بالحائط؛ لعل ذلك يخفف عني الألم الذي يصيبني، وتأثرت شخصيتي تباعا، ووسمت بطابع معين!

وبنفس الطريقة التحقت بالجامعة، وقلت نفس الذي قلت، وعملت ولا جدوى! بدأت أتحاشى الأنشطة الجماعية متذرعا بأي سبب، وأخشى أن أكون محط الأنظار، وآخر ما كنت أتوقعه أني ما عدت أقدر على محادثة الجنس الآخر، ولم أعد أستطيع الإمامة بالصلاة، وتخرجت وأنا كذلك، وتوظفت وأنا كذلك، قل طموحي في العمل، وعرضت علي فرص رائدة في العمل، وتخلفت عنها لذات السبب، وتأخر زواجي بسبب خجلي وعدم جرأتي! انعزلت عن الأغلب، ومارست حياتي ضمن نطاق بسيط، وقبلت بالأقل في كل شيء، وأنا من سيئ إلى أسوأ.

وبعد خمسة عشر عاما من هذا العناء أصبحت ذاكرتي وتركيزي أضعف بكثير، وآخر ما خلصت إليه أنني ربما قد عمل لي سحر، أو أنني أصبت بعين، حتى قرأت ما تكتبون.

وأرجو أن ترشدوني! وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تتلخص حالتك -بناء على الذي ذكرته- في أنك تعاني من صعوبات في الشخصية، وهذه الصعوبات هي الشعور بالدونية وتقليل قيمة الذات، والقصور، كما أنك تعاني أيضا من بعض الرهاب الاجتماعي.

أما اضطرابات الذاكرة التي ذكرتها، فهي ليست بمرض عضوي حقيقي، إنما هي ناتج عن القلق النفسي، حيث أن القلق يسبب ضعف في التركيز؛ لأن المعلومة لا تستقبل في المسارات العصبية بالصورة المطلوبة، ولا يتم تخزينها ولا تشفيرها في المخ، حسب ما يقتضيه إخراج الذاكرة بصورة صحيحة.

يتمثل العلاج لمثل حالتك في أن تبذل الجهد لتطوير مهاراتك الاجتماعية، ويكون ذلك غالبا بأن تتصور أن عليك مسئولية للإشراف على أسرتك، وأن تكون معاونا للآخرين، كما أن الانضمام للجمعيات الخيرية [ والأندية الرياضية] يساعد في بناء الشخصية في هذا السياق.

العلاج الدوائي يساعد أيضا في تقليل القلق والتوتر والأعراض المصاحبة الأخرى، وهنالك دواء يعرف باسم سبراليكس Cipralex، تبدأ بجرعة 10 مليجرام يوميا لمدة شهر، ويفضل أن يكون الدواء بعد الأكل، وبعد شهر يمكن أن ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام مرة أخرى لمدة شهرين .

من الأدوية البديلة عقار يعرف باسم فافرين Faverin، والجرعة هي 50 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع بواقع 50 مليجرام كل أسبوعين حتى تصل الجرعة إلى 200 مليجرام، والتي يمكن الاستمرار عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 100 مليجرام يوميا لمدة شهرين، يمكن بعدها أن يوقف العلاج.

أرجو أن تسعى دائما لإعادة الثقة في نفسك، وأن لا تركز على السلبيات، بل حاول أن تعرف إيجابياتك، وتعمل على تنميتها، فمن الضروري للإنسان أن يعرف ذاته، ثم يقبل ذاته، ثم يحاول أن يطور هذه الذات إلى ما هو أفضل.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات