السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي يبلغ من العمر (21) سنة، وأعتقد بأنه مصاب بالذهان، فقد بدأ منذ شهرين يشعر بأن هناك من يراقبه ويتجسس عليه، حتى إنه اتهم أمي، ولا يصدق أي أحد مهما بررنا له، و يشعر بوجود أحد يلقي الأوامر عليه، ثم أصبح يقول بأنه يرى الجن والأرواح والأموات، وإنهم يريدون إبعاده عن رحمة الله ويطفشونه، ويقول بأنه رأى الله، لدى أخي الكثير من المعتقدات الغريبة، والكثير من الكوابيس، ويفسر القرآن الكريم بطريقته، ويقول بأنه مسحور، صار يطفئ الأنوار ويحب الظلام، في بعض الأحيان يخرج من البيت ويذهب إلى الصحراء أو يغطس في البحر دون الالتفات لأحد، لديه ميول للانتحار، لكنه يتراجع خوفا من الله، وبعد فترة علمنا بأنه يتناول عقار (الكبتجون)، حاولنا أخذه إلى المستشفى لكنه رفض، فما أفضل حل لعلاجه؟ وهل يمكن أن يتعافى من نفسه دون الحاجة إلى طبيب؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك هذا.
رسالتك واضحة جدا، الأعراض التي يعاني منها هذا الأخ –شفاه الله– هي أعراض معروفة لدينا في الطب النفسي، هو يعاني قطعا من حالة تعرف بالذهان العقلي الباروني أو الظناني أو الشكوكي، ودرجة المرض لديه درجة عالية، وقطعا تناول الكابتجون ساهم مساهمة مباشرة في هذه الأعراض، ولا بد أن يكون هنالك قرارا حاسما من جانبكم كأسرة، لا أقصد شخصك الكريم فقط، لكن أقصد جميعكم كأسرة، لا بد أن تلتقوا وتجتمعوا وتتخذوا قرارا حاسما لعلاج هذا الأخ –عافاه الله-.
يعرف عن هؤلاء المرضى أنهم لا يعترفون بمرضهم، والمريض الذي يتعاطى الحبوب الإدمانية قطعا يكون أسوأ في هذا السياق، أي جانب المراوغة والنكران. أعتقد أن أكثر شخص يؤثر عليه في الأسرة يجب أن يتولى أمره، يجب أن يحدثه، بل يأمره بكل صرامة بالذهاب إلى العلاج، وما دام يتعاطى مخدرا فإنه لن يتعاجل إلا إذا أدخل المستشفى.
هذا أمر لا مساومة فيه، نحن هنا حريصون جدا على التناصح، وأنت أيضا حريصة أن تعرفي الحقيقة، وأنا أبشرك أن هذه الأعراض تعالج بشرطين: أن يتوقف عن تناول الكابتجون، وأن يعطى العلاج المضاد للذهان، والأدوية - الحمد لله تعالى – متوفرة جدا، لكن ما دام لا زال في دائرة التعاطي فالأدوية لن تفيده كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.