السؤال
السلام عليكم
لاحظت أن ابنتي ترش الماء بقوة أثناء ذهابها لدورة المياه نبهتها ونصحتها ولم تنته.
اليوم شاهدت مقاطع إباحية في أحد البرامج أخذت تسألني، لاحظت أنها لم تشاهد علاقة كاملة، أو لم تفهمها، ولا أعرف ما شاهدت بالضبط، لكن ما حكته كان كافيا، وعمرها 8 سنوات، لم أعرف أن أرد عليها عندما سألتني، فقلت: إني لم أشاهده لذلك لا أعلم ما فيه.
عندما سألتني: لماذا يضعون هذه الصور؟ أخبرتها: أن هناك ناسا سيئين في كل مكان ويجب الابتعاد عنهم. لا أعرف ماذا أفعل؟
قبل سنتين حكت لي أن زميلتها أخبرتها بشيء من هذا القبيل، ولا أعرف أين رأته؟ فتواصلت مع المدرسة وأبعدت الطفلة عنها، أيضا أحد أبناء الجيران أكبر منها بسنة وطلب منها خلع ملابسها ففعلت! ولم أوبخها وقتها، فقط أخبرتها أن هذا مكان لا يكشف لأحد، وهي -ما شاء الله- ذكية تحب القرآن، وأخاف عليها من الانحراف.
الآن حاولت التقرب منها، وأننا صديقتان، أخبرتها أنه يجب حذف ذلك البرنامج إرضاء لله، أشعر بأني سأفقد صوابي، تراكمت علي الحوادث والله المستعان، أشعر بأنه ذنب ارتكبته وسأعاقب به.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم لانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك الاهتمام بمتابعة ابنتك، وحرصك وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يقر عينك بصلاحها، وأن يصلح الأحوال، وأن يهدي الأطفال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
من النجاح أن تكوني لها صديقة، وقربك منها هو قاعدة النجاح، ونتمنى أن لا يظهر منك التوتر الزائد والإحباط، والتزمي الهدوء عندما تخبرك عن المواقف، واعلمي أنها فرص كبيرة للتربية على الثقافة الجنسية، وحاولي أن تعرفي بلطف مصدر السلوك ومستوى فهمها للسلوك، حتى يتم البناء على ما عندها، ثم الصعود بها ومعها على سلم القيم.
ولا شك أن في رش الماء إسرافا ودلالة على عدم الاستقرار، فإن كان على الأعضاء الخاصة فلا بد من التنبيه وإيقاف السلوك؛ حتى لا تتضرر الأعضاء الخاصة, وحتى لا يتطور الأمر, ولا مانع من أن تتكلمي معها على أهمية ستر العورة, وضرورة المحافظة على نظافتها, وأن يكون التعامل معها بلطف وهدوء.
أما بالنسبة لمتابعة ما تشاهده من أفلام ونحوها فهذا من الأمور المهمة جدا, وحبذا لو استبدلتم تلك الألعاب بألعاب على الطبيعة, وشاركتموها اللعب, علما بأن أحسن اللعب ما كان فيه أدوار ومشاركة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بإحسان الظن، وإشعارها بالحب والقبول، وتسليط الأضواء على ما فيها من إيجابيات، فإن الاهتمام بالإيجابيات يزيد منها، وكذلك الاهتمام بالسلبيات يضاعف من عددها، وكثيرا ما يموت الشر بالتغافل عنه.
سعدنا بتواصلك، ونفرح بوصول تفاصيل أكثر وبالاستمرار في المتابعة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد، وأن يقر أعيننا بصلاح البنات والأولاد.