أعاني من وسواس الحمل وأنا لم أتزوج، أفيدوني.

0 359

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، والجهد المبذول لمساعده الناس.

أنا فتاة غير متزوجة، بلغ مني الوسواس والخوف مبلغا عظيما، يأتيني الوسواس على عدة أنواع، لكن أشدها تعذيبا هو وسواس الحمل، فأنا فتاة لم أتزوج، وكلما اقترب وقت الدورة الشهرية، أعيش في هم عظيم، ولا أرتاح حتى تنزل علي الدورة، وأخاف من الجلوس على الكراسي، ولا أحب استعمال مرحاض غيري، وأغسل يدي كلما لمست شيئا، وأخاف أن يكون بها مني، ولا ألبس ملابسي إلا بعد أن أفحصحها جيدا، كانت دورتي الشهرية منتظمة، ولكن منذ بداية الوسواس أصبحت مضطربة، فأحيانا تأتيني كل 28 أو 29 يوما، ولكن هذا الشهر تأخرت 31 يوما، ولم تنزل حتى الآن سوى خيوط دم خفيفة ومتقطعة بدأت منذ البارحة.

أعراض الدورة كلها موجودة ولكنها لم تنزل حتى الآن، وتأخرها يزيد خوفي من أن أكون قد حملت من تسرب بعض المني من الكرسي أو المرحاض، فأرجو مساعدتي للخلاص من هذا الوسواس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غايبة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرض الوسواس القهري هو مرض نفسي معروف يسمى: Obsessiv-Compulsive Disorder، وهو من الأمراض النفسية صعبة العلاج، والتفكير بعقلانية أو تفسير الوسواس، لا يحسن من التفكير، ولا يخفف من الوساوس القهرية بصفة عامة.

والوسيلة الأكثر فعالية في وقف الوساوس هي: وقف الأعمال القهرية، بمعنى محاولة استعمال مراحيض الغير، والبدء بمراحيض الفتيات، وإجبار نفسك على لمس الأشياء، وعدم غسل اليد في الحال، فعندما يتوقف الإنسان عن القيام بالأعمال القهرية، فإن الوساوس تقوى في البداية -مع زيادة الإحساس بالقلق- ولكن مع مرور الوقت، تقل قوتها وتصبح أقل إحداثا للقلق.

النقطة الثانية في العلاج هي: العلاج المعرفي، وهي استحالة وجود المني على الأبواب، وأثاث المنزل، وفي مراحيض السيدات، وإن المني يموت خارج الجسم بعد ساعات قليلة، ولا يمكن الحمل إلا بدخول المني أثناء الجماع إلى الرحم، بمعنى لو افترضنا جدلا (وهذا غير ممكن بل مستحيل)، وصول المني إلى اليدين أو الثياب، فلن يؤدي ذلك إلى الحمل، لعدم دخول المني إلى الرحم، وعدم وصوله إلى البويضة وقت التخصيب، وفي منتصف الدورة.

وهذا العلاج يسمى العلاج النفسي السلوكي، وهناك علاج جيد بالأدوية المضادة للاكتئاب، ومن أهمها: prozac 20 mg، أو حبوب: cebralex 20 mg قرصا واحدا من أي منهما، يوميا لعدة شهور، وسوف يساعدك -إن شاء الله- في التخلص من تلك الوساوس، ومن المهم ممارسة الرياضة، والنوم لساعات كافية، ويمكن متابعة حالتك مع طبيب نفسي؛ حيث أن التحليل النفسي للأفكار، والعلاج السلوكي المعرفي، غاية في الأهمية للتخلص من ذلك المرض.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات