السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 19 سنة، مشكلتي تتلخص في أن منظري أو شكلي الخارجي غير مقبول، بمعنى أني أعاني من أنف كبير للغاية يجعلني في حرج مع الناس، معظم الناس أفصحوا لي أن أنفي عريض وكبير جدا ونصحوني بعمل عملية تجميل، وللأسف هناك ظروف شخصية لا تسمح لي بذلك، بدأت أحس بالإحراج بين الناس، وبدأت أنعزل مع نفسي كثيرا.
أرجوك يا دكتور ساعدني، أريد أي مرهم أو كريم أو أي طريقة غير عمليات التجميل تصغر أنفي، لأني تعبت من كثرة الوصفات التي بلا أي فائدة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
للأسف لا يوجد أي مرهم أو علاج غير جراحي يمكن أن يعدل شكل الأنف الخارجي، والحل الوحيد هو الجراحة.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور باسل ممدوح السمان، استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة/ وتليها إجابة الدكتور علي أحمد التهامي، استشاري نفسي إكلينيكي.
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
ابنتنا العزيزة نقول لك: أولا: الحمد لله أن عقلك سليم، والحمد لله أن صحتك أفضل من غيرك، فالأمر قد يهون ويسهل إذا كانت المشكلة فقط هي مظهر الوجه، والشيء الطبيعي أن يتمنى الشخص أفضل وأحسن الصفات في وجهه، ومعيار الجمال شيء نسبي، ما يراه البعض جميلا قد يراه البعض الآخر غير ذلك، وليس هناك إنسان كامل الأوصاف إلا من اصطفاهم الله تبارك وتعالى، وإذا خير الإنسان في خلقه لاختار أجمل وأفضل الصفات، والرضا بما أراده الله درجة من درجات الإيمان.
ابنتنا العزيزة، هل مظهر الوجه هو المعيار والمقياس لشخصيتك أم أن هناك العديد من الصفات غير مرئية هي التي تعبر عن شخصيتك؟ أين العقل؟ أين الأخلاق؟ أين التدين؟ أين الثقافة والمعرفة؟ وأين وأين؟ الذي نريده منك هو أن تفكري في الجوهر وليس المظهر، فالمظهر قابل للتغيير، ولكن يبقى الجوهر كما هو، فالمولى عز وجل ينظر إلى قلوبنا لا إلى صورنا وأشكالنا؛ فالمعيار الحقيقي هو التقوى.
لذلك نذكرك بمواجهة المواقف والنظر في عيون الآخرين، لأنك لم تفعلي شيئا فاضحا حتى تنطوي وتستحي، فالأمر لا يستحق هذا التصور الكبير الذي يمنعك من ممارسة حياتك بصورة طبيعية، ويمكن للشخص أن يتميز بصفات أخرى تكون جاذبة للآخرين وتحببهم فيه، ففكري فيما يمكن اكتشافه في شخصيتك، ستجدين -إن شاء الله- الكثير من القدرات والإمكانيات والمهارات التي تزيد من ثقتك بنفسك، وتقديرك لذاتك، وتغير اتجاهات ومفهوم الآخرين عنك.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.