وحدة، تعب نفسي، عسر مزاج، كسل وكثرة نوم..ما نصيحتكم؟

0 283

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر أن نفسيتي متعبة، ذهبت إلى الطبيب النفسي، وقال بأنني لست مريضة، فكتب لي أدوية وقال بأن عندي بعض الأمور التي أحتاج إلى تحسينها في سماتي الشخصية.

لدي أكثر من مشكلة:

1- لا أحب الناس وأحيانا أشعر بأن أقرب الناس إلي لا يحبونني، ما عدا أهلي وأقاربي وزوجي.

2- كنت أملك مجموعة من الأصدقاء والمعارف، وفجأة أصبح الجميع يبتعد وينفر مني، علما بأنني لست سيئة و لا أؤذي أحدا.

3- أنا إنسانة انطوائية، ولكنني كنت أحيانا أسعى للتعرف على الناس، ثم قررت التوقف حتى لا يبتعد عني أحد.

4- أنا مسافرة ولا أتعامل مع أحد غير زوجي وطفلي الصغير، أنا وحدي في معظم اليوم، ولا أتعامل مع أحد، هي فرصة لأنني أحب الابتعاد عن الناس فهم يضايقونني وأصبحوا سيئين، في الوقت نفسه أتعب من الوحدة.

5- أشعر بأنني قاسية، علما بأن هناك من يرى بأنني شخصية حنونة، حتى مع ابني الذي يبلغ من العمر (10) أشهر.

6- أشكو من العصبية وعدم القدرة على التحكم في أعصابي، حتى على طفلي، وأحيانا أقول لزوجي كلمات لا يصح قولها، مثل: أنت أناني، مقرف، ثم أندم وأعتذر له، وأعده بعدم تكرار ما قلته، لا أعرف ماذا يحدث معي، علما بأنني مؤدبة.

7- أشعر بأنني لم أحقق شيئا لنفسي بسبب زواجي وكسلي وضعف إرادتي.

8- لا أحب شيئا معينا، وليس عندي أي هواية، معظم الأشياء أقوم بها من باب الواجب وليس الحب،حتى القراءة أقول لنفسي يجب أن أتثقف وأجبر نفسي عليها، فيمر الوقت دون قراءة.

9- كيف أتغلب على الكسل، وضعف الإرادة، وكثرة النوم؟ فأنا أنام أكثر من (10) ساعات.

10- كثيرا ما أشعر بأنني فاقدة للإحساس، كيف أتخلص من هذا العيب؟

11- رغم محافظتي على الصلاة وغيرها من الشعائر الدينية، إلا إنني أشعر بأنني غير متدينة لأني أفعل ذلك من باب الواجب وبكسل، وضيق، أفتقر للصبر والرضا كقيم أخلاقية، والغريب أن الناس تعتقد بأنني متدينة.

أريد التغلب على كل هذه المشاكل، حتى أكون سعيدة وأسعد من حولي، وأعيش حياتي ولا أضيع عمري، وأريد أن أفعل أي شيء من أجل نفسي حتى بعد زواجي، وحتى أستغل شبابي ولا أندم بعد ذلك.

ولكم خالص الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية، والشفاء، والتوفيق، والسداد، اتفق مع الأخ الطبيب الذي قال لك أنه لديك بعض السمات الشخصية التي تحتاج منك لنوع من الإدراك الدقيق وتفهمها، ثم بعد ذلك السعي لتغييرها، وذلك من خلال أن تقومي بعمل الضد، الإنسان هو الذي يغير نفسه، ولا أحد يستطيع أن يبدله أو يغيره، وأنت لديك مشاعر إحباطية، لديك شيء من الشعور بعدم الرضا، أو أنك تفتقدين ما نسميه بالوجدان الإيجابي، وأعتقد أن أمامك فرصة عظيمة جدا أن تتغيري.

أولا: لا بد أن تلزمي نفسك بحسن إدارة الوقت، هذه هي الطريقة السليمة والصحيحة لا مساواة ولا مجال في التغلب على الكسل إلا من خلال حسن إدارة الوقت، النوم الليلي هو النوم الصحيح، الاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر وبداية اليوم بداية سليمة هو الذي يحسن الدافعية عند الإنسان، ويجدد الطاقات النفسية والجسدية، ويجب أن تلتزمي به، ولا تساومي نفسك أبدا، ويجب أن لا يكون هنالك نوع من التراخي، التطبيقات الرياضية مهمة جدا، الرياضة ترمم الجسد، ترمم النفس، ترمم الوجدان، وتؤدي إلى استقرارا نفسي كبير.

الأمر الآخر الذي أعتقد أنه يجب أن يدخل إلى حياتك: هو المشاركة في أي نوع من العمل، والنشاط الاجتماعي المفيد، الانضمام إلى إحدى الجمعيات الخيرية مثلا، أو الجمعيات الاجتماعية، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن؛ هذا يولد لديك مشاعر إيجابية جدا حيال الآخرين؛ لأن الأنشطة التي تحدثنا عنها فيها الكثير من التسامي، فيها الكثير من سبل تهذيب النفس، والفرصة للتفاعل مع الصالحين والخيرين، مما يجعل الإنسان يعيش في محيط يطمئن فيه تماما، هذه تطبيقات حياتية فعلية، أما اللجوء فقط للتفكير والتمني وأريد أن أفعل وأفعل هذا لا يفيد كثيرا، يجب أن تنزل الأمور إلى واقعها العملية، وأنت –الحمد لله تعالى- لديك الطاقات الجسدية والنفسية في هذا العمر الشبابية الطيب.

إذا هذه هي الأسس التي يجب أن تعتمدي عليها في تغيير ذاتك، وضعي لنفسك مشاريع مستقبلية مشاريع بعيدة الأمد، مشاريع قصيرة الأمد، ومشاريع متوسطة الأمد، وضعي الآليات التي توصلك لهذا، ومنها تبنين خارطة طريقة واضحة، وسوف تشعرين أن حياتك أصبح لها قيمة.

أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، -أيتها الفاضلة الكريمة-، ليس هنالك ما يمنع أبدا من أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي مرة أخرى، وتستشيريه إن كان هنالك حاجة لتناول علاج دوائي، أنا أرى أن تناول أحد ملطفات المزاج فترة ثلاثة إلى أربع أشهر سوف يساعدك كثيرا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات