السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طالب جامعة، ومنذ فترة أحسست بأن كل شيء حولي غريب، وأني ضائع وماعرفت السبب، تطورت حالتي فصرت أحس نفس الإحساس، وطوال الوقت أفكر وأوسوس، وأحس بأن عقلي مشتت وضائع، لا أعلم ماذا أصابني؟ ولا أستطيع النوم، وإذا نمت أستيقظ وأنا غير مرتاح بالنومة.
المشكلة أني مغترب عن أهلي ولا أعلم ماذا أعمل؟ وأحس بكتمة في صدري لا أدري ما سببها؟ والأفكار التي برأسي كثيرة وسيئة، تعبت والله، وتركيزي أصبح ضعيفا، ومنذ أن بدأت الحالة وأنا أتغير ومزاجي يتقلب. أحس بأني تغيرت في داخلي لكن أستغرب من أصحابي أنه لم ينتبه أحد منهم أو يحس أني ضائع، أحس أن الحالة أثرت على دراستي كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Aamer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: المشاعر التي تنتابك تحدث لبعض الناس خاصة حين يبتعد الواحد منهم من أهله، وهذه نسميها بعدم القدرة على التكيف، أو عدم القدرة على التواؤم، وهي تظهر في شكل قلق اكتئابي بسيط، أي من الدرجة البسيطة.
وهذه الأعراض -إن شاء الله تعالى- هي عارضة ومؤقتة ولن تستمر معك كثيرا، وكل الذي تحتاجه أن تشعر بأهمية التعليم، وتنظم وقتك، وتتواصل مع أصدقائك، وتتجنب النوم النهاري، وتحرص على صلاتك في وقتها، وتمارس الرياضة بكثافة... هذا هو الذي تحتاجه.
أما بالنسبة لاستغرابك من أن أصحابك لا أحد ينتبه لما يحدث لك: هذا أمر إيجابي، يعني أن أعراضك ليست بالضخامة والجسامة التي تجعلها تظهر على محياك. إذا هي مجرد مشاعر خاصة، وليس هنالك تغيرات فسيولوجية أو نفسية ظاهرة للآخرين.
أنا لا أقلل أبدا من حدة مشاعرك، لكن أعرف تماما أنها مؤقتة -إن شاء الله تعالى- وباتباعك لما ذكرته لك سوف تتحسن كثيرا وكثيرا جدا، ولا أعتقد أنك محتاج لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.