السؤال
السلام عليكم
الفراغ العاطفي هو مشكلتي، أريد شخصا يعطف علي، لا أعرف كيف أصف حاجتي.
المقصود: كيف أفاتح الناس في هذا الموضوع؟ ومن هو الشخص المناسب لأتكلم معه عن الموضوع؟ لأنه من الصعب أن أتكلم مع أخواتي في الموضوع فهن يعانين منه مثلي، ولا أستطيع تكوين علاقة مع شاب؛ لأني أخاف منهم كثيرا، ولا أعرف كيف أشبع فراغي العاطفي!
هل سيكون هناك إنسان يعوضني عما فقدته من حنان، أم أفقد الأمل وأنتهي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يملأ قلبك بحب الكريم المتعال، وأن يلهمك السداد وأن يحفظك ويحقق الآمال.
اعلمي أن القلب غال وأنه موطن نظر الله، والله سبحانه يغار، فعمري قلبك بحب الله وتوحيده، وانطلقي في محابك من حبك لله، فأحبي الرسول الذي أرسله، والصحب الذين اختارهم لصحبة نبيه، وأحبي أمهات المؤمنين، وأحبي والديك وإخوانك وأخواتك، وأحبي محارمك، وأحبي الصالحات.
وإذا طرق بابكم صاحب دين وطلب يدك فامنحيه؛ لأن حبه مما يرضي الله، وهو الحب الحلال الذي يبدأ بالرباط الشرعي الذي يبدأ بالزواج، واحتسبي الأجر في حب كل من يرضي الله حبه، والمؤمنة تجعل هواها فيما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
ونتمنى أن تكسري الحواجز الوهمية واقتربي من والدتك واحتضنيها، ولاطفي إخوانك الصغار واحمليهم وقبليهم، وإذا كانت في البيت أغنام أو حيوانات أليفة فارحميها، واهتمي بطعامها وشرابها، وإن وجدت يتيما أو يتيمة فامسحي رأسها وأحسني إليها، فلا عيب في وجود العاطفة، ولكن العيب والمحرم هو توجيهها إلى الطريق الخطأ، ونشكر لك المشاعر التي دفعتك للكتابة إلينا والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال.
ووصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ووجهي عواطفك إلى مساعدة الضعفاء، وعيشي جراح الأمة وأحبي لإخوانك وأخواتك الخير، وكوني في حاجة الضعفاء ليكون العظيم في حاجتك.
وفقك الله وحفظك وتولاك، وعجل لك بزوج صالح يعوضك ويملأ ما في النفس من فراغ، ورزقك بأطفال نجباء صلحاء مصلحين يشبعون من عطفك، ليكونوا عطوفين على الأمة رحماء وعلى أعدائهم أشداء.