السؤال
السلام عليكم
أنا خالد عمري 14 سنة، أخاف من الموت وأرعب من ذكره، مع أني أصلي وأقرأ القرآن وأدعو وأسبح، ولكني دائما غير مرتاح وخائف ومتوتر، وأحيانا عندما أكون لوحدي، أو عندما يكون أهلي نائمين أخاف أن أصلي، أو إذا كنت أصلي يجيئني فزع وأريد أن أقطع الصلاة، وأحس أني سأنفجر.
دائما حياتي كلها مرتبطة برقم (4)، وأخاف أن أعمل شيئا بعيدا عن هذا الرقم، مثلا: الأدعية بدلا من أن أقولها 3 مرات أقولها 4؛ لأن عدد أفراد عائلتي 4، وأقول: يمكن لو قلتها 3 مرات ربما أحد من عائلتي يموت وقد يكون أنا، وأحس أن الدنيا كالحلم، وأن رؤيتي للأشياء أصبحت غير واضحة، يعني أرى كل شيء غامق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الخوف من الموت أمر موجود وأمر واجب في حياتنا، لكن هذا الخوف قد يكون خوفا وسواسيا ومرضيا كما في حالتك، وأقول لك –وأنت الحمد لله تعالى ذاك الشاب المسلم المؤمن الذي يصلي ويقرأ القرآن والأدعية، أسأل الله أن يزيدك من هذا الخير وأن يوفقك في حياتك، وأن يجعل الجنة مثواك-: هذا النوع من الأفكار تتخلص منه من خلال أن تقول لنفسك: (الموت حق، ولا أحد يعرف أجله أو يومه، والخوف من الموت لا يزيد في حياتي ولا ينقصها أبدا، أسأل الله تعالى أن يختم لي بالسعادة).
تتعامل مع الأمر على هذه الكيفية، وتعيش الحياة بقوة، أنت صغير في السن، احرص على بر والديك، هذا ينزل عليك طمأنينة عظيمة، نظم وقتك، نم مبكرا، صل الفجر في وقته، ادرس لمدة ساعة إلى ساعتين قبل أن تذهب لمدرستك؛ لأن هذا وقت قيم جدا.
أنت ذكرت في الوظيفة أنك لا تعمل، لكن من المفترض أنك تدرس، واعلم أن العلم نور، وأعظم قيمة يكتسبها الإنسان في حياته هي الدين والعلم، فكن حريصا على كليهما.
الدنيا ليست بحلم، الدنيا حقيقة، الدنيا موجودة، لكنك قلق بعض الشيء.
وأنا أرى أيضا أن هنالك ما نسميه بالتأثير الإيحائي عليك، فأنت لديك وساوس تطيرية، موضوع الأرقام التي تحدثت عنها لا أريدك أن تتطير، لا أريدك أن تتشاءم، حطم هذه الأفكار، قل لنفسك: (هذا فكر سخيف، لن أقوم أبدا بالارتباط بأرقام معينة خاصة الرقم أربعة).
أريدك -أيها الفاضل الكريم- أيضا أن تذهب مع أقرانك، خاصة الصالحين من الشباب، وتمارس معهم رياضة جماعية ككرة القدم، وكن شابا متفائلا، واقرأ، اطلع، أحسن إدارة وقتك، هذا يزيح عنك كل هذا الفكر الذي تعاني منه، هو فكر وسواسي لا شك في ذلك، ولكنه من النوع البسيط، وهنالك نوع من قلق المخاوف أيضا، وأعتقد لأنك في فترة حرجة من عمرك –فترة البلوغ وما بعد البلوغ وما قبل البلوغ– فترة اليفاعة هذه تحدث فيها الكثير من التغيرات النفسية، وكذلك الهرمونية والجسدية والفسيولوجية، ولكنها عابرة -إن شاء الله تعالى- وسوف تتخطى هذه المرحلة بأمان وسلام، فأرجو أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد.
أنت لست في حاجة لطبيب نفسي، ولست في حاجة لدواء نفسي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.