أتمنى الموت بسبب الهسيس الدائم في أذني والذي لم يُعرف سببه

0 248

السؤال

السلام عليكم

أصبت فجأة بصوت في أذني يشبه الهسيس، يزيد في وقت الهدوء وعند النوم، أثر على نفسيتي جدا، فأنا الآن في حالة يرثى لها، متعبة جدا وصرت أفكر بأي شيء يميتني حتى لا أسمعه، سلب راحتي ونومي، ذهبت ثلاث مرات للمستشفى، في أول مرة قالوا: هو ليس طنينا، لأن الطنين تصاحبه دوخة واستفراغ وصداع. وأنا لا أعاني من هذه الأعراض أبدا، فقط صوت يزعجني، وصف لي الدكتور دهونا للرقبة، قال: يمكن أن يكون السبب أن عضلات الرقبة تشد وتسبب صوتا. ولم أتحسن، وفي المرة الثانية قالوا: احتمال أن يكون طنينا حتى لو لم تعاني من الدوخة والصداع. فأعطوني دواء للطنين وفيتامينات، وداومت شهرا عليها ولم أتحسن أبدا.

وأنا الآن أشعر بالموت أمام عيني، فأنا محطمة نفسيا لآخر درجة من التعب، لا أدري هل السبب نفسي أم هل هو بسبب سماعات الأذن؟ رغم أني لا أستعملها إلا نادرا، لكن كنت أسمع أناشيد بها، وحاولت التجاهل وحاولت كل شيء لكن ازداد الوضع سوءا، وداومت على قراءة سورة البقرة والأذكار ولا أحس بأي تحسن، وكأن هذا المرض سيبقى للأبد، للعلم فحصت أذني في المستشفى وكانت نظيفة لا تحتاج لسحب الشمع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آصال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك أسباب عديدة للطنين، منها: ما يتعلق بالأذن الخارجية، ومنها يتعلق بالأذن الوسطى، ومنها ما يتعلق بالأذن الداخلية والأعصاب السمعية.

أجري لك الفحص السريري وباعتبار أن النتائج كانت سلبية، فالأغلب أن السبب حسي عصبي، الأسباب الحسية العصبية للطنين تتعلق بأمراض الأذن الداخلية التي قد تكون مجهولة السبب، أو بسبب رضي كالتعود على سماع الأصوات العالية كما لدى الذي يستعملون سماعات الأذن بشكل مؤذي، وأسباب أخرى قد تكون أدوية معينة سامة للأذن الداخلية، وأيضا هناك أورام العصب السمعي وزاوية الدماغ، والأسباب المتعلقة بالأذن الخارجية والوسطى تسبب نقص سمع نقلي، والأسباب المتعلقة بالأذن الداخلية والعصب السمعي تسبب نقص سمع حسي عصبي، يمكن التمييز بينهما عن طريق تخطيط السمع الهوائي والعظمي، وهذا يفيدنا في تحديد السبب وعلاجه.

قد يلزم في بعض حالات الطنين ذو السبب الحسي العصبي إجراء اختبارات إضافية كالتصوير الطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي النووي، وخاصة في حال وجود طنين مع نقص سمع عصبي المنشأ وحيد الجانب (أذن واحدة)، لنفي وجود الأورام في طرف الطنين ونقص السمع العصبي، ولا بد لك من إجراء الفحص الطبي لدى اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة لتحديد السبب، ولتحديد شدة الطنين ونغمته عن طريق جهاز تخطيط السمع الكهربائي.

والعلاج أولا بالتهدئة النفسية، حيث من الملاحظ التوتر الشديد والاكتئاب الذي تعانين منه، وهذا من عوامل زيادة الطنين، حيث أن شخصا طبيعيا يمكن له أن يسمع هذه الوشة الخفيفة التي تسمعينها في الجو الهادئ إن أنصت وركز تفكيره على الأذن، ولذلك الحالة النفسية مهمة جدا، وتفيد مضادات القلق ومضادات الاكتئاب في العلاج، هنا عندما يكون سبب الطنين أو الوشة نفسيا، وذلك تحت الإشراف الطبي من اختصاصي بالأمراض العصبية.

وأما العلاج الدوائي للوشة والطنين فيتضمن استخدام أدوية موسعة للأوعية الدماغية، مثل: بيتاسيرك 16، نوتروبيل ، مع إيقاف العامل المسبب مثل: الأدوية السامة للأذن، الضجيج وغيرها، وللحالات المستعصية يمكن استخدام علاج الغابابانتين والذي يخفف من شدة الإطلاق العصبي للأعصاب عموما وللعصب السمعي، تحت إشراف طبي وبجرعات متدرجة زيادة وإنقاصا، وقد تستمر المعالجة لعدة أشهر.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات