السؤال
السـلام عليكم
أنا شـاب بعمر 20 سنة, ما أصلي ولكن أخاف من الله جدا, وتكاسلت عن المذاكرة وعندي نوم وخمول عند المذاكرة!
العادة السرية دائما لا أعرف أتخلص منها, وأحيانا أحس باختناق حين أسمع القرآن.
أريد أن أغير نفسي! وأذاكر وأحب المذاكرة، وأريد أن أصلي وأتقرب إلى الله، وأكون منتبها ولا أتغافل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Marwan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك –ابننا- وشكرا على السؤال الواضح القصير، ونسأل أن يسامحنا وإياك على التقصير، وأن يلهمك رشدك، وأن يعينك على السجود لربنا القدير.
الخوف من الله يحتاج إلى برهان، ومن خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزلة، وسلعة الله غالية.
المؤمن يرجو رحمة ربه ويخاف من عقابه، والطمأنينة لا تنال إلا بالإيمان والذكر، (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، كما أن الراحة لا تنال إلا بالصلاة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أرحنا بها يا بلال) وكان الصحابة إذا حزبهم أمر واشتد بهم حال فزعوا إلى الصلاة، يتأولون قول الله (واستعينوا بالصبر والصلاة)، كما أن في الصلاة حماية من طوفان الشهوات، وفي الغفلة عن الصلاة تعريض للنفس للمخاطر في الدنيا والآخرة، قال سبحانه: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) ثم هددهم فقال سبحانه: (فسوف يلقون غيا) والغي واد في جهنم والعياذ بالله، فتأمل يا بني، أجارنا الله وإياك من كل سوء.
أرجو أن تبدأ مسيرة التصحيح بالتوبة النصوح، وعليك بالمحافظة على الأذكار وقراءة الرقية الشرعية على نفسك، واعلم أن استعداد الجسم لقبول الخير له كما سماه ابن القيم الاستعداد في المحل، فأكثر من الاستغفار وصل واركع لربنا القهار، وابتعد عن المعاصي فإن لها ظلمة في الوجه وضيق في الصدر، وبغضا في قلوب الخلق.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالمحافظة على الصلاة والاجتهاد في استحضار الخشوع، وغض بصرك وابتعد عن كل حرام وممنوع، وعليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
سعدنا بتواصلك، ويفرحنا استقرارك وثباتك، ومرحبا بك بين بين آبائك وإخوانك.