أتذكر الماضي وآلامه كثيرا ولا أستطيع نسيانه فأحزن وأكتئب، ما الحل؟

0 327

السؤال

السلام عليكم

أنا عمري ١٧ سنة، ذكر.

أعاني من مشكلة أني أتذكر الماضي كثيرا ولا أقدر أن أنساه، وأتذكر ذكريات مؤلمة في صغري، وللعلم هذه الذكريات كنت ناسيا لها، والآن أتذكرها مرة ثانية، وصار لي أسبوع وأنا على هذه الحالة، حزين ومكتئب، وكرهت الحياة، وأقول في نفسي: إن الحياة انتهت بالنسبة لي! وأسأل: لماذا الله ابتلاني بهذه الهموم والناس كلها سعيدة؟!

مشاكلي بدأت منذ ممارسة العادة السرية، والآن أقلعت عنها ولله الحمد. كذلك أنا أفكر كثيرا وفي كل شيء، وأحاول أن أنسى ولكن بدون جدوى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابننا العزيز: أولا: نبشرك بأن التغيير ممكن وليس هناك مستحيل، وتجارب الماضي قد ولت ولم تعد مرة أخرى. والآن أنت في مرحلة جديدة من العمر تختلف تماما عن مرحلة الطفولة، ومؤكد أنك اكتسبت خبرات عديدة وتجارب جديدة تؤهلك -إن شاء الله- لإعداد نفسك إلى مستقبل مشرق وحياة سعيدة وطيبة. والحمد لله أنك تخلصت من تلك العادة، ونسأل الله تعالى أن يغنيك بفضله.

الذي نريده منك هو خلع رداء الضعف والخوف، ولبس درع القوة والشجاعة، وذلك بتغيير المقاييس والمعايير التي تستخدمها في تقييم نفسك وتقييم الآخرين. فلا بد من النظر إلى نفسك بطريقة إيجابية، وعدد ما تملكه من صفات حسنة، ولا تضخم ما يملكه الآخرون، وتذكر أن الذي أعطى الآخرين قادر أن يعطيك مثلهم أو أفضل منهم. فانظر إلى حال من هم دونك في أمور الدنيا، وتطلع لحال من هم أفضل منك في أمور الدين.

والمؤمن في هذه الدنيا معرض لامتحانات وابتلاءات، فقد يبتلى في دينه، وفي ماله، وفي صحته، وفي مجتمعه الذي يعيش فيه....الخ من أنواع الابتلاءات، فالاستعانة بالمولى -عز وجل- والصبر والمجاهدة والعزيمة والإصرار من العوامل التي تساعد الفرد في النجاح، واجتياز الامتحان بكفاءة.

وتذكر أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. وأن الله تعالى إذا أحب العبد ابتلاه. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. فلا تستجب لهذه الأفكار السلبية، ولا تيأس من رحمة الله؛ فإنها قريبة من المحسنين.

اخرج -ابننا العزيز- من هذا النفق المظلم -الذي وضعت فيه نفسك واستسلمت له– فبادر بوضع خطتك وتحديد أهدافك: ماذا تريد؟ وما هو الإنجاز الذي تتمنى تحقيقه؟ وما هي المكانة التي تريدها وسط أسرتك ومجتمعك؟ ثم قم باختيار الوسائل المناسبة لتحقيق أهدافك، واستشر في ذلك ذوي المعرفة والعلم وأصحاب الخبرات الذين تثق فيهم، وحاول اكتشاف قدراتك وإمكاناتك التي تؤهلك لذلك، واعتبر المرحلة التي تمر بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة بأفكار ورؤى جديدة للحياة، ونظرة جديدة للمستقبل. واعلم أن كل من سار على الدرب وصل، فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى ونستعين بالله تعالى ونتوكل عليه، ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟ {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات