السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فأنا لي أخ مصاب بمرض الوباء الكبدي من 6 أشهر، ولم يقل لنا! ولكن لاحظنا عليه بعض الأعراض، مثل: فقد الشهية، وقلة في وزنه، ودائما متعب، ويأخذ دواء؛ فأخذت أمي الدواء، وذهبت لاستشارة الصيدلي؛ فقال لها: هذا دواء يعالج الكبد الوبائي، ولما سألناه، قال: إنه ليس بخطير، وسيزول بسرعة، فأريد أن أسأل عن كنه هذا المرض، وكيفية انتقاله؟ وهل هو خطير، أم لا؟ وكيفية علاجه؟
وجزاكم الله كل خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
داء الكبد الوبائي هو مرض يصيب الجسم نتيجة لإصابته بإحدى الستة الفيروسات التي توثر في الكبد خاصة، وإن كان قد تتأثر بعض الأعضاء الأخرى، وهو عادة يقصد به الإصابة بفيروس A& b ..
التهابات الكبد تحدث للأسباب الآتية:
1. الإدمان على الكحول .
2. السموم والمواد الكيمائية .
3. العقاقير والمخدرات .
4. الإصابة بالطفيليات مثل طفيلي التكسوبلازما .
5. جراثيم الركتسيا كالحمى المجهولة مثلا .
6. الإصابة بالبكتريا مثل جرثوم اللبتوسبيرا واللسريا .
7. الإصابة بالفيروسات مثل الفيروسات المعوية، والفيروسات المخاطية، وفيروس الحمى الصفراء، وفيروس الحصبة الألمانية وفيروسات الكبد.
ويمكننا أن نقسم فيروسات الكبد إلى ما يلي:
1) فيروس الكبد (A) الذي يؤدي إلى التهاب الكبد الوبائي .
2) فيروس الكبد (B) الذي يؤدي إلى التهاب الكبد المصلي .
3) فيروس الكبد (C) ويأتي في المرتبة الثالثة .
4) فيروس الكبد (D) ويسمى أيضا فيروس الكبد دلتا. وحديثا اكتشف F,g
5) فيروسات أخرى نادرة .
الأعراض:
يعد التهاب الكبد الفيروسي الوبائي (A) أكثر أشكال التهاب الكبد انتشارا بالعالم، وهو مرض يصيب الكبد بالتهاب حاد، ومعظم الإصابات تحدث أثناء فترة الطفولة، ولكن قد تحدث في أي عمر إذا لم يصب به الإنسان من قبل، ويحدث المرض في الأماكن التي يتدنى فيها مستوى النظافة البيئية، وعادة ما يكون المرض بدون أعراض في فترة الطفولة، وقد تزداد شدة المرض مع تقدم العمر، ولكن القاعدة هو الشفاء التام بدون مضاعفات أو انتكاسات ولله الحمد.
نسبة الوفاة أقل من 1%، وتبقى المناعة ضد الإصابة طوال الحياة.
معظم الحالات تحدث بدون أعراض خاصة في فترة الطفولة، وقد تظهر على شكل أعراض إنفلونزا.
تبدأ الأعراض بحمى خفيفة مصحوبة بفقدان شهية وغثيان وألم في البطن، واضطراب معوي، وبعد عدة أيام تبدأ مرحلة الإصفرار بالجلد والعيون، وتعقب هذه المرحلة مرحلة الشفاء التي قد تستغرق أسابيع يستمر بها تضخم الكبد لبعض الوقت.
أما بقية الفيروسات فيشكو المريض عادة من الحمى، وفقدان الشهية للطعام، والغثيان، وتظهر عليه علامات داء اليرقان، كاصفرار العيون والبول والجلد، وقد يعاني أيضا من الألم في موضع الكبد، وقد تسبب هذه الفيروسات مضاعفات وخاصة B,c,d ومن هذه المضاعفات التليف الكبدي، ولكن الله جعل نسبة حدوث ذلك أقل من 5% في B وتقريبا 50% في C.
وللتليف الكبدي مشاكل عديدة الله يعافي أخاك وجميع المسلمين منها.
أما العدوى، فتصل عدوى التهاب الكبد الوبائي للمريض عبر الطعام والشراب إذا حدث تلوث لهذه المصادر بالفيروس (A )و(E)، أما التهاب الكبد المصليB فإنه يتمكن من المريض عبر عمليات نقل الدم أو الحقن بالإبر أو الجماع مع شخص مريض بالفيروس (B)، والكثير من مدمني المخدرات والشاذين جنسيا يعانون من هذا المرض .
أما فيروس الكبد (C وG) فإنه ينتقل إلى المريض عبر نقل الدم أو عبر الطعام والشراب الملوث، والإصابة به عادة خفيفة، إلا أنها قد تكون شديدة عند السيدات الحوامل، ومن ناحية أخرى نجد فيروس الكبد (D) كثير العدوى بين الذين يسيئون استخدام العقاقير أو الذين يتعرضون لعمليات نقل دم ملوث .
طــــرق المكافحــة:
1- الوقايـة: التحصين (التطعيم) ضد التهاب الكبد الفيروسB، أما بقية الفيروسات فلا يوجد لها تطعيم حتى يومنا هذا.
يوصى بتطعيم الأطفال والذين يختلطون مرضى التهاب الكبد الفيروسي (B) والعاملين في المجال الصحي الذين يتعرضون للالتماس الدم أو سوائل الجسم.
2- التعقيم: تعقيم الحقن والإبر والأدوات الحادة (أمواس الحلاقة) ويستحسن استخدام الأدوات ذات الاستخدام الأوحد، كما يجب التخلص من هذه الأدوات بطريقة سليمة حتى لا تعدي أحدا، والابتعاد عن العمليات التي لا يتأكد تعقيم أدواتها مثل (الحجامة والختان).
3- المتبرعين: استبعاد المتبرعين المصابين بالفيروس، وهذا ولله الحمد يطبق في بنوك الدم منذ فترة طويلة.
4- احتياطات للمرضى وحامل الفيروس:
تحصين المخالطين للمريض، ولكن اللمس وباليدين لا ينقل المرض إلا إذا كان هناك جروح في الجلد المعافى وتلوث الجلد بسوائل جسم المصاب.
تطبيق احتياطات احترازية لتطهير أي سطح أو جسم يقع عليه أي من سوائل جسم المريض أو حامل العدوى، كالدم أو اللعاب وغيره.
عدم استخدام الأدوات الشخصية للآخرين، وخاصة المصابين كفرشاة الأسنان أو ماكينة الحلاقة أو أي شيء يلامس دم أو سوائل الجسم (كالإبر).
تطعيم مواليد الأمهات المصابين بالفيروس عند الولادة، مع إعطائهم حقنة المناعة مع اللقاح.
أما علاجه فهو على حسب النوع : A,e تعالج عادة بغير أدوية؛ لأنه سرعان ما يشفي الله المريض، ولكن يعطى المريض نشويات وسكريات كثيرة مثل العسل.
أما B,c,d فتعالج حسب حالة المريض، ونسبة الفيروس ومدى نشاطه، ومن الأدوية المستعملة لـ B أنترفيرونل جاما وبعض مضادات الفيروس مثل Lamivudine,flmciclovir.
ولـ C أنترفيرونل جاما، وبعض مضادات الفيروس، مثل Ribavirin
ولـD أنترفيرونل جاما .
وبالله التوفيق.