السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري ما يقارب الـ 35 عاما، أعاني منذ حوالي السنتين ونصف، من مشكلة أتعبتني جدا، إليكم المشكلة:
أشعر ببلغم شديد، أو أن شيئا عالقا في حلقي، كلما حاولت أن أخرجه يظهر مثل البصقة العادية، وأحس بعض الأحيان بكحة، خصوصا إن واجهني هواء بارد عن طريق التكييف، أو في الخارج.
علما أني ذهبت إلى كثير من الأطباء، بعضهم يقول: عندك حساسية، وبعضهم يقول لي: عندك ربو، وبعضهم يقول: ليس بك شيء، مع العلم أني عملت فحصا شاملا تلبية لدكتور طلب مني ذلك، وبدون جدوى.
للعلم أني كنت مدخنا منذ 15 سنة، ووقفت عن التدخين منذ حوالي 7 شهور، لدرجة أني سالت بعض المدخنين الذين توقفوا عن التدخين ما في أحد مثل حالتي.
تعبت لا أعرف من أين جاءتني هذه الأعراض.
شكرا لكم إخواني الأطباء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله أنك أوقفت التدخين، وهي خطوة مهمة في استرجاع صحتك، ثبتك الله على ذلك.
الأعراض ظهرت لديك منذ سنتين ونصف، وقد أوقفت التدخين منذ سبعة أشهر، وبالتالي ليس إيقاف التدخين هو السبب.
لا بد من فحص مفصل للبلعوم، وخاصة البلعوم الحنجري، وهذا لا يتم إلا باستخدام المنظار التلفزيوني تحت التخدير الموضعي بالعيادة، أو تحت التخدير العام في المشفى، الهدف من التنظير هو البحث عن أي آفة ( كيسة ، ورم .. ) -لا قدر الله- تكون سببا لهذه الأعراض، وبعد إجراء هذا الفحص، ونفي كل الأسباب الجراحية يمكن الاطمئنان لتشخيص الحساسية البلعومية، والتي تعالج أولا بإيجاد العامل المحسس بحسب الخبرة بالأعراض التي يعانيها المريض بعد تناول أطعمة معينة، أو بإجراء اختبارات التحسس التي تحدد الأطعمة أو المواد المحسسة، وبالتالي يمكن الوقاية منها.
وأما بالنسبة للكحة عند التعرض للهواء البارد، فهي بالتأكيد علامة التحسس التنفسي تجاه العوامل الفيزيائية كتغيير درجات الحرارة، أو الرطوبة، وهذا ما يرجح تشخيص التحسس بالنسبة للأعراض البلعومية التي تعاني منها.
هناك علاجات دوائية بمضادات التحسس الفموية وعلاجات مناعية بإعطاء المريض لقاح ضد المواد المحسسة له ( مصنع من تراكيز خفيفة جدا من المواد المحسسة بشكل شهري على شكل إبر تحت الجلد، أو نقط تحت اللسان يصل المريض بعد فترة مديدة من العلاج لسنوات إلى الشفاء من الحساسية.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.