اتهمت زوجي بالخيانة لمدحه إحدى طالباته برسالة، فهل أنا على صواب؟

0 214

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجي يعمل أستاذا، اكتشفت أنه كتب رسالة لإحدى تلميذاته يمدحها، لكنني شككت في الأمر، واعتبرت ذلك غزلا، واتهمته بالخيانة الزوجية، فهل فعلا يعتبر هذا الأمر خيانة؟ مع العلم أنه قد شرح لي موقفه وأنه تعاطف معها لأنها مرت بظروف قاهرة فقط.

فهل أسامحه على هذا الأمر؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم نور حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا- الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

فنحن لا نؤيد الوقوف عند موقف واحد وتضخيمه، وإشعال المشاكل بسببه، ولكننا ندعوك للاقتراب من زوجك، والحرص على إشباعه وإمتاعه، وإحسان الظن به خير لك وله من إساءة الظن، لأنها ستدفعك للتجسس والتحسس وكل ذلك محرم، وستدفعه لليأس، وقد يحمله اليأس لتصديق تلك الوساوس والأعمال، فتعوذي بالله من شيطان همه أن يخرب البيوت، ورغم أنه لم يتضح لنا ماذا كتب في الرسالة، إلا أن مدح المعلم لطلابه أو طالباته جزء مهم في العملية التعليمية، ولكن المدح المطلوب تربويا هو مدح الإنجاز، وليس مدح الأشخاص، لأن ذلك قد يصيبهم بالغرور، فيبدؤا رحلة الهبوط، وكم تمنينا لو قامت المعلمات بتدريس الطالبات، وهذا ما ينسجم مع هذه الشريعة المباركة، التي باعدت بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال حتى في دور العبادة، فجعلت خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال.

وأرجو أن لا تستعجلي الحكم عليه بأنه خائن، ونحن لا نريد أن تحددي له الهوية، وتدفعي به نحو الهاوية، والرفق على من يتعرض للمواقف مطلوب، مع تحرى الحذر عندما يكون من الجنس الآخر.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونتمنى مسامحة الزوج والاقتراب منه، وعليه أيضا أن يحترم مشاعرك، ويشكر لك غيرتك، ونتمنى أن يحرص على الانتقال إلى مدارس الذكور، ويفسح المجال لامرأة صالحة إذا كان ذلك ممكنا، لأن هذا هو الأوفق والأنسب، والمطلوب من الناحية الشرعية في حقه، وفي حق كل الرجال.

سعدنا بتواصلك، ونفرح باستمرارك مع موقعك، ونسأل الله أن يوفقكم، ويؤلف بين قلوبكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات