زوجي مغترب عني وجاف في مشاعره، فكيف أتعامل معه؟

0 345

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي يعمل في مدينة، وأسكن أنا مع أهلي في مدينة أخرى، ومنذ زواجنا -الذي أتم عشرة أشهر- لم نجتمع أنا وزوجي دون افتراق سوى شهر ونصف الشهر، أخبره دائما أنني لا أتحمل غيابه عني، وغياب اتصالاته التي لا تتجاوز الخمس دقائق غالبا، ولكنه يخبرني: بأنني بين أهلي، وأن غيابه لن يؤثر، لأنني أعيش بين والدي وأخوتي.

مع أنني أبكي كثيرا، وأشتاق كثيرا، وأتألم كثيرا، لكنه يبادرني بأنني كاذبة، ويخبرني أنه يشتاق إلى والديه، ويشتاق إلي، ظنا منه أنه من البر أن يخبرني باشتياقه لوالديه أولا، وعندما لا يتصل بي، ثم أعاتبه، يخبرني أنه لا يتصل لأهله.

يخبرني أن قلقي وحزني على غيابه شيء غير مبرر، ويسألني بكل ذكاء: كيف كنت تعيشين قبل الزواج؟ ويظل دائما يضعني في مقارنات، أقل ما يقال عنها: إنها غير عادلة، وعندما أكون معه في غربته أحاول التخفيف عنه، وأخبره أنني تركت أهلي حتى أبقى إلى جواره، ويقول: إنني لا أكفي، يشعرني دائما أنه يحب أهله أكثر مني، وأنه يستطيع الاستغناء عني دائما، رغم حبي الشديد له، وتمسكي به.

لا أريد أن يكون عاقا، ولكنني أتألم مما يفعله، ومن مقارناته التي لا تنتهي، ولا أريد تجاهله حتى يعود من غربته، فيكون غريبا عني، وكأنني لا أعرفه، لا أريد تجاهله، حتى تسقط مكانته من قلبي، فيصعب علي الاقتراب منه مرة أخرى، أحاول دائما أن أجعله صديقي، وأصارحه وأخبره بكل ما أشعر به، وما أحتاجه، لكنه يراني شخصا تافها، غير واقعي، وإنه من الواقعي أن نظهر مشاعرنا وجها لوجه فقط.

أنا حزينة جدا، أتمنى أن ترشدوني ما الذي علي فعله؟ وأن تخبروه عن الفرق بين حبه لأمه وحبه لزوجته، واختلاف احتياجي إليه الذي لا يغنيني عنه أحد سواه كزوج، أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بزوجك، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يجمعك به، ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

زوج المرأة عندها بمكان لا يعادله أحد، وهذا ما ينبغي أن يفهمه الرجال، وتفنن المرأة في عرض مشاعرها مهارة تحتاج إلى ميزان ومعيار دقيق، وتجنب الإكثار من المن على الرجل، وذلك من الأمور المهمة، وهذا سر أرجو أن يكون عندك واضحا، ونعتقد أن هذا هو سبب المقارنات التي تنزعجين منها، ونتمنى أن تهتمي بدراسة صفات الرجل، فهو غالبا ما يعبر عن حبه بالعطاء والأعمال، بخلاف الأنثى التي تعبر بالكلام، وتسعد بسماع كلام الحب والشوق، وعند التأمل نلاحظ أنك لم تخرجي من طبيعتك كأنثى، وهو لم يخرج من دور الرجل، ونطمئنكم بأن الحب بينكما موجود، ولكن كلاكما بحاجة إلى أن يفهم شريكه بخصائصه؛ حتى تصل الرسائل بطريقة صحيحة.

وننصحك بأن لا تقارني نفسك بأمه، فهي ليست بضرة، ومساحتها في قلبه ليست خصما على نصيبك، وبره لها من أسباب سعادتكما، ومما يجلب لكما الأبناء البررة، والخيرات الوفيرة، فالبر يتوارث، بل إننا ندعوك إلى الاهتمام بأمه، والقرب منها، فإن ذلك أقصر طريق إلى قلب الزوج البار.

ولا شك أن الاتصال والاهتمام مطلوب، ولكن ينبغي أن يكون بمقدار، فالحياة تضحيات، والزوج يحتاج إلى أن يشعر أنه محبوب ومقدر، ولكن دون أن يؤثر ذلك على مهامه وأدواره، ونعتقد أنه يتعب بعد كل إلحاح، ويتأثر من طول المكالمات، خاصة إذا كان فيها لوم وعتاب، فانتبهي لهذا الجانب، واختمي اتصالاتك معه بالدعاء له.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسال الله أن يجمع بينك وبينه على خير، وكوني له نعم السند، ولا تقولي دائما: أنا جئت لأسعدك وفعلت لأفرحك، فإن هذا الأسلوب يدفعه للدفاع عن نفسه، وحتى يتطور مستوى التواصل بينكما، أرجو أن تعيشى معه الاهتمامات، وتحبي ما عنده من الهوايات، وتزيدي بينكما من قواسم مشتركة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يؤلف القلوب، ولقد أسعدنا هذا التواصل مع موقعكم، وشجعي زوجك على كتابة ما في نفسه، وكلاكما سوف يستفيد من توجيهات المختصين والمختصات، ونتشرف بمتابعتكم، فأنتم منا بمنزلة الأبناء، وسعادتكم تسعدنا وتهمنا، وفقكم الله، وسددكم، وشغلنا وإياكم بطاعته.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات