السؤال
السلام عليكم.
أنا عمري 18 سنة، لا أدرس، ولست موظفة، والداي كبيران في العمر، ولا أخرج من المنزل كثيرا؛ بسبب هذا، وابتليت بداء المحادثة -الشات- مع الشباب عبر الانترنت، مما أثر على ديني، وعلى توبتي.
بدأت أقوم بأفعال لا أرضاها أبدا، لأنها تخالف ديني، لكن ما الحل عند حاجتي للحديث أو للكلام، أين أذهب؟ فأنا لا أجد أحدا إلا الشات، فالأصدقاء غير موجودين، والأقارب يتجاهلون ولا يأتون إلا وقت المصالح، وإخوتي متزوجون، وأنا الصغرى، وأمي مريضة، وأبي كبير في السن، فما الحل للتخلص من هذه المشكلة؟
أنا لا أريد الانغماس بالكلام الذي يؤثر على ديني، ولا أريد أن أفسد علاقتي مع الله، ولكن أيضا أحتاج للكلام مع أي شخص يستمع، ولا يوجد غير الشات، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بوالديك، ونحيي حرصك على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
لا شك أن الإنسان يحتاج إلى من يتكلم معهم، وأولى الناس بذلك هم الوالد والوالدة، وبذلك يكتمل برك لهما، فإذا ناما وأردت الكلام، فتواصلي مع الصالحات، وما أكثرهن، وابتعدي عن التواصل مع الشباب؛ لأن فيهم ذئاب.
والإسلام لا يعرف ولا يعترف بالصداقة بين الذكور والإناث، إلا إذا كان محرما كالأخ والعم والخال، أو يكون زوجا، فاقتربي من محارمك، وتواصلي مع الداعيات والفاضلات، واعلمي أن معرفتهن كنز، وسبب لربح الدنيا والآخرة.
ولا شك أن التواصل مع الشباب مما يؤجج الشهوات، وهو مضر في كل الأحوال، والتوسع في العلاقات خصم على السعادة المستقبلية للأبناء والبنات عندما يتزوجون، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعجلي بتوبة نصوح، واثبتي على ما أنت عليه من البر والخير، ونكرر لك الشكر على تضحياتك من أجل والديك، ولن يضيع الله أجرك، واعلمي أن الجزاء الإحسان هو الإحسان.
والإنسان يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، والوقت هو الحياة، فاستخدمي الفرص في الخيرات، واشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره.
ونسأل الله لك التوفيق والثبات والسداد.