السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل متزوج، ولدي ثلاثة أطفال، وأعمارهم (2 , 4 , 7) أحبهم جدا، ولكن مشكلتي أني أحيانا أكون شديد القسوة عليهم، وأضربهم عندما يخطؤون، ومن ثم أندم على ما فعلت وأعلم أنه لا يجوز شرعا ضرب الأطفال بهذا السن، ولكن الغضب سبب مشكلتي، وما زاد الأمر سوءا أن ابني الكبير بعمر 7 سنوات أصبح يتصرف مع إخوته بالضرب، وبنفس الطريقة، وكأنه يقلدني تماما حتى أصبحت أحس بكرهه لإخوته، وهذا الأمر جعلني في ندم شديد وقهر، وحسرة على سوء تربيتي لأولادي.
كنت أتمنى أن أربي أولادي أحسن تربية، وأحاول أن أغير معاملتي السيئة كلها معهم، فهل يمكن أن ينسوا قسوتي معهم؛ لأن أعمارهم صغيرة، وهل يمكن أن أغير فيهم ما تعلموه مني، فأنا أحس بالذنب الشديد، وأخاف أن يكبروا وهم يكرهون بعضهم بسببي، وهل يتذكر الأطفال قسوة أهليهم معهم وهم بهذا العمر.
أنا الآن حزين أشد الحزن ونادم، ولا أعرف كيف أستطيع أن أسامح نفسي وأنسى ما فعلت، وأبدأ معهم حياة جديدة!
رجائي لكم أن تنصحوني: ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك كل الشكر لثقتك بموقعنا وكتابتك إلينا، وأشكرك أكثر؛ لأنك طرقت مشكلة هامة عامة يعاني منها الكثير من الأسر في وقت كثرت فيه الضغوط، ويحاول الكثير من الآباء التعامل مع أبناءهم تحت تأثير هذه الضغوط فيصل بهم الأمر إلى الوقوع في المحظور، وهو ضرب الأولاد والذي شدد فيه الشارع ووضع له ضوابط.
واسمح لي أن أبدأ من تساؤلك الأخير: كيف أستطيع أن أسامح نفسي وأنسى ما فعلت وأبدأ معهم حياة جديدة؟
بداية: يجب أن تسامح نفسك وتبدأ من جديد، ولعل في ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )، وهو حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما، عزاء لك وحافز فأنت اجتهدت في تأديب أبنائك وأخطأت والرائع أنك مقر بخطئك ومن هنا تكون البداية.
وعليه أنصحك بما يلي:
1- أن تبتعد عن أسباب التوتر والغضب أيا كانت.
2- اترك هموم عملك وراء ظهرك قبل دخولك البيت.
3- ابدأ فورا بتغيير معاملتك مع أبنائك بكبح جماح غضبك مهما رأيت من أبنائك.
4- كن نعم القدوة الصالحة لأبنائك كما كنت عكس ذلك من قبل ودعهم يتعلمون منك بالقدوة الصالحة.
5- عدم التركيز على السلوك السلبي لديهم، وخصوصا الطفل الأكبر؛ لأن التركيز على السلوك يعززه عند الطفل.
6- تقدير احتياجات الفئة العمرية لأبنائك من حركة ونشاط ولعب والسماح لعب بتفريغ هذه الطاقات والصبر على ذلك بل وتوفير المكان المناسب لهم باصطحابهم إلى الحدائق العامة والمتنزهات في أوقات العطل المناسبة.
7- زرع البسمة على ثغرك باستمرار.
8- زيادة جرعة الحب والحنان لأبنائك ووقت جلوسك معهم.
9- النزول إلى مستواهم العمري في اللعب والتعامل.
10- تخصيص قصة ما قبل النوم لتلقيها عليهم وتضمنها كل رسائل الحب والحنان والرسائل السلوكية الإيجابية التي تريد إيصالها لأبنائك مباشرة.
11- الأطفال طيبو القلوب ويسامحون بسرعة وسينسون قسوتك معهم عندما تبدلها بالعطف واللين؛ لأنهم لا يعرفون الكراهية والكبار هم من يغرسونها فيهم دون قصد وذلك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه ).
12- الحرص على تحسين العلاقة بينك وبين زوجتك؛ لأن الأطفال يراقبون ذلك ويقلدون كل حركة وسكنة.
13- الحرص على المحافظة نبرة صوتك وطريقتك الهادئة في الحديث مع الأخرين.
أسأل الله العلي القدير أن يهدئ سرك، ويصلح حالك، ويؤلف بين قلبك وقلوب أبنائك، وينبتهم نباتا حسنا.
وبالله التوفيق.