كيف أعزز ثقتي بنفسي وأنسى الماضي؟

0 314

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، عمري 16 سنة، عندي مشاكل: فأنا حساس، أي شيء يؤثر في، لا أتوقف عن التفكير، عيني تدمع بسرعة، أخاف من الذي يحدث، أرتبك، دائما أحس أني لست مهما، دائما أحس أني ثقيل على أحدهم.

خسرت أعز أصدقائي، والسبب إحساسي أني لست مهما، وغالبا ما أضخم الأمور، أريد أن أعرف لم أنا هكذا؟ وما الحل؟

الآن عندي أخوان صغيران، ولا أريد لهم أن يصيروا مثلي، فكيف أتعامل معهم؟ علما أن أبي وأمي غير متفاهمين، ويوم أن كنت صغيرا كان أخي الأكبر يعاتبني، ويقول: أنت غبي.

الحمد لله أني أصلي، لكني والله تعبت، وأريد حلا لمعاناتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رائد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك لثقتك بموقعنا وكتابتك إلينا، والتي أستشف من بين ثناياها إحساسك المرهف، ورغبتك الحقيقية في التغيير، وأبشرك أن مشكلتك بسيطة، لكن حلها يحتاج إلى إرادة حقيقية، واعلم يا أخي بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ويمكنني تشخيص مشكلتك بضعف الثقة بالنفس، والتي ربما تعود في جزء منها إلى:

1- عدم تفاهم والديك كما ذكرت، وطرقة تعاملهم مع بعض في الأسرة، والذي ينعكس سلبا على الأبناء.

2- الرسائل السلبية التي كان يرسلها لك شقيقك الأكبر، والذي انعكست على شخصيتك، وتعاملك مع الآخرين، بالإضافة إلى رسائل التثبيط السلبية التي ترسلها أنت إلى نفسك.

3- تركيزك على نقاط الضعف، وجهلك بنقاط القوة لديك؛ لأن تركيز الفرد على بعض السلوكيات ونقاط الضعف يقويها لديه.

4- شعورك بمراقبة الآخرين لك، واعتقادك بمعرفتهم لنقاط الضعف لديك.

5- ضعف التقدير للذات ولإمكاناتك الذاتية، وما من الله به عليك من قدرات.

نصيحتي لك ما يلي:

1- اليقين بأن الله خلقك مميزا عن غيرك، ومن عليك بقدرات هائلة، ولم يكلفك إلا بما تطيق، لقوله سبحانه: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فلتفكر بإيجابيه لمعرفة تلك المميزات التي تمتلكها.

2- تجنب أن ترسل لنفسك رسائل سلبية مثل: (أنا ضعيف – أنا فاشل – لا أستطيع) بل على العكس من ذلك احرص أن ترسل لنفسك رسائل إيجابية محفزة، ولا تكترث بما يقوله الآخرون، فأنت ما ترى نفسك عليه لا ما يقوله الآخرون عنك.

3- التسلح بالمهارات الحياتية الضرورية للتواصل والتعامل مع الآخرين، وأنصحك باتباع بعض البرامج التدريبية في ذلك، وما أكثر المراكز التدريبية التي تقدم ذلك.

4- المطالعة والتسلح بالعلم النافع.

5- التمرين على مواجهة المواقف المحتملة بتخيلها، وإعداد رد الفعل المناسب لها.

6- الحرص على مجالس العلم والخير، والحرص على العمل بوصية أحد السلف الصالح بقوله: (لا تصحبن إلا من ينهض بك حاله، ويذكرك بالله مقاله).

7- كن عضوا فعالا في المجتمع، بالانخراط في جمعيات العمل الطوعي، ومنظمات المجتمع المدني، والتي تعنى بتقديم الخدمات المجتمعية، ومساعدة الآخرين.

8- حاول المشاركة بالحوار والمناقشات التي تثار أمامك، مشاركة واقعية ودون مبالغة، لكن ليس قبل أن تتعلم فن الانصات؛ كي تتعلم كيف تتكلم، واعلم أن الله خلق للإنسان لسانا واحدا، وأذنان ليسمع أكثر مما يتكلم.

9- الاهتمام بأناقتك ومظهرك العام المناسب لكل مناسبة.

10- اعلم أن أقصر الطرق لتعزيز الثقة بالنفس والحصول على ذلك، هو بالنجاح المتواصل، ومن يذق طعم النجاح هو أكثر ثقة بنفسه.

11- قبل كل ذلك لا تنس أن تتوجه إلى من بيده مقاليد كل شيء سبحانه بالدعاء، وتتحرى أوقات الاستجابة، وبركعتي الحاجة ليصلح حالك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات