السؤال
السلام عليكم.
أنا أعاني من ألم بأسنان الفك السفلي، الألم خفيف لكنه مزعج جدا، عبارة عن ضغط بالأعصاب، أحسه علي شديد حتى إني أضغط على أسناني بشدة لأرتاح.
الألم مستمر، والمشكلة أن عندي (بكلوري) حاليا، أحب أن أرتاح، لا أستطيع التركيز.
أفيدوني، ما سبب هذا المرض؟ وما علاجه؟ أسناني فيها تسوس فشكيت أنها السبب، الألم خفيف وهو عبارة عن نبضات خفيفة بالعصب، ولو كان ألم أسنان لكان ألما مزعجا وقويا.
علما أن الألم بدأ على شكل فترات متباعدة بالبداية، أعني أنه شعور بالألم مرة أو مرتين باليوم، وفي أحد الأيام كانت معدتي خالية طول اليوم فشربت كوبين قهوة بالليل لأجل السهر والدراسة وبعد ذلك ونمت، ولما أفقت فإذا بمعدتي ملتهبة، والألم من حينها لا يفارقني، وأنا توقعت أنه من (الكافئين)، لعله أن يكون نشط الأعصاب، فمنذ خمسة أيام والألم لا يختفي، وبقى أمامي 20 يوما للامتحانات.
ما هو الحل؟ وماذا تعطوني من دواء؟ وما اسم دواء التهاب الأعصاب أو وجع الأسنان أو أي شيء يؤثر بعصب الفك، ويسكن الضغط؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا وسهلا بك -أخي الكريم- في موقع استشارات إسلام ويب.
بداية أي ألم سني يجب أن لا يهمل، وأن توليه جانبا من الأهمية، لما قد يترتب على إهمال الألم من تفاقم المشكلة وزيادة في صرف العلاج، والألم والمال، فقد تكون المشكلة بسيطة والحل في بدايتها، وإذا ما أهملت تتطور الحالة ويزداد الأمر سوءا.
أخي الكريم، إن ألم الأسنان إنذار بحدوث مرض ضمن هذه الأسنان أو النسج المحيطة بالأسنان، لذلك يجب علاجه وعدم إهماله، فالألم السني يختلف عن باقي الآلام كونه لا يفيد معه العلاج الدوائي لوحده، بل يحتاج إلى تشخيص دقيق للمسبب، من نخر سني _ انتان والتهاب لثوي _ خراج _ كيس.....الخ، ويجب أن يعالج المسبب بشكل جذري ليزول الألم.
العلاج الدوائي في حال ألم الأسنان هو علاج مؤقت، ويفيد في تسكين الألم، فقط ريثما يستطيع المريض إلى العيادة السنية للكشف عن المسبب وعلاجه.
أخي الكريم، قد يكون ما تشكو منه هو الألم الناتج عن النخر السني، والذي يجب أن يشخص ويعالج عند الطبيب، وليس بالأدوية، فالعلاج الدوائي لا يفيد في إزالة التسوس السني.
النخر السني يكون في بدايته غير مؤلم عندما يكون ضمن طبقة الميناء، ولكن عندما يمتد النخر ليصيب العاج الغني بالأعصاب يكون الألم مثارا عند تناول المأكولات والمشروبات الباردة أو الساخنة، وعندما يهمل ولا يعالج يمتد هذا النخر إلى اللب السني، وعندها يصبح الألم مستمرا، ويزداد أثناء النوم، ولا يكون العلاج في هذه الحالة إلا بإزالة العصب السني، وإذا ما أهمل الألم يحدث تموت وتعفن في العصب السني، وينتقل هذا التعفن إلى عظم الفك، وقد يتطور إلى كيسة وتعفن في عظم الفك، ويكون الخيار العلاجي في هذه المرحلة هو الجراحة أو خلع السن مع التجريف.
لاحظ –أخي- أن المشكلة تكون بسيطة في البداية تحل بزيارة واحدة للطبيب، وقد يتم العلاج دون مخدر أيضا لتتطور إلى العلاج الجراحي والخلع، وقد يلعب التوتر النفسي المرافق لأيام الامتحان دورا في الألم السني من زيادة الكز والضغط ليلا على الأسنان أثناء النوم، وبالتالي ألم صباحي وتشنج وشد عضلي.
أخي الكريم، أقدر وقتك الثمين وانشغالك بالدراسة، ولكن هذا لا يمنع من تخصيص وقت ولو لساعة واحدة لزيارة الطبيب، وتشخيص المسبب بشكل دقيق، وإجراء علاج موقت للحالة، وبجلسة واحدة ريثما تنجز امتحانك بإذن الله، وتعود لتكملة العلاج.
بإمكانك من الآن أن تبدأ بالعلاج الدوائي التالي: (voldic k 50 mg حبة مرتين يوميا بعد الطعام ولمدة خمسة أيام) واستعمال (laculut sensetive معجون اسنان ومضمضة) بالإضافة إلى المضمضة بالماء الفاتر، وتدليك منطقة الفك إذا شعرت بأي تشنج عضلي، وتناول بعض المشروبات العشبية الطبية كاليانسون والبابونج لتخيف التوتر النفسي، ولكن بالنهاية لا بد من زيارة الطبيب بأسرع وقت، وجميع هذه العلاجات هي مؤقتة ريثما يتم تشخيص المسبب بدقة وعلاجه.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، ومع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.