السؤال
السلام عليكم.
أنا سيدة تزوجت لمدة ثلاثة شهور، واستمررت عند زوجي، بعد ذلك مرضت مرضا نفسيا، فعندما ساء الوضع ذهبت إلى بيت أبي، ولم أتواصل مع زوجي بسبب مرضي، فذهب زوجي وطلقني.
الآن لا أستطيع إخبار أحد خارج العائلة أو في عملي الجديد عن طلاقي، وهم يعتقدون أنني عزباء، وأنا حساسة جدا، ومعروف نظرة المجتمع للمطلقة، فهل إخفاء خبر الطلاق يعتبر حراما؟ مع العلم أنه لو تقدم لي شخص من خارج عملي والعائلة، سأصارحه بالطلاق، ما حكم الدين في هذه المسألة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ huda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يأجرك في مصيبتك، وأن يعوضك خيرا منها، وأن يمن عليك بالعافية والشفاء.
أولا: اعلمي – أيتها الأخت الكريمة – أن المصائب والآلام التي تنزل بالإنسان المسلم فيقابلها بالاحتساب والصبر، اعلمي أن هذا كله خير للإنسان لا شر، وقد قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.
واعلمي بأن الاحتساب عند المصيبة ومقابلة ذلك بالصبر والرضا بما قدره الله تعالى، هذا كله سبب أكيد في جلب العوض الحسن، كما دلت على ذلك الأحاديث النبوية.
وخير ما نوصيك به أن تتوجهي إلى الله -سبحانه وتعالى-، وتحسني علاقتك به، بالإكثار من طاعته وذكره والوقوف عند حدوده، وكوني على ثقة من أنه -سبحانه وتعالى- لن يتركك، فقد قال جل شأنه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا*ويرزقه من حيث لا يحتسب} ويقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء)، وفي رواية (من ظن خيرا فله، ومن ظن شرا فله).
وأما ما سألت عنه من كتمان الطلاق فلا حرج عليك فيه، ويجوز لك أن تستعملي التورية من الكلام، يعني الكلمات الموهمة التي تقصدين بها أنت بمعنى ويفهم السامع منها معنى آخر، وليست كذبا صريحا، كما لو سألك سائل فقلت (لست متزوجة) تقصدين الآن، ونحو ذلك من الكلمات.
فالخلاصة أنه لا حرج عليك في كتمان الطلاق، وليس من الأمور التي يجب عليك إظهارها وإبدائها، لكن إذا خطبك خاطب وكان يشترط البكارة بالعرف أو بالاشتراط اللفظي، فإنه يتعين حينها مصارحته وإخباره بأنك قد تزوجت.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.