هل هناك علاج للأمراض النفسية بدون أدوية كالاكتئاب مثلاً؟

0 344

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف أتخلص من الاكتئاب والتفكير العميق بالماضي؟ وكيف يمكنني تقبل الواقع؟ وما هو الحل النهائي لأحلام اليقظة التي تعيق عن أمور الحياة؟ وهل هناك علاجات للأمراض النفسية بدون أدوية؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية لقاء الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكر لك – أيتها الفاضلة الكريمة – تواصلك مع إسلام ويب، وأريد أن أبدأ من الجزئية الأخيرة، وهي: هل هناك علاج للأمراض النفسية بدون أدوية؟

الإجابة: نعم، والنموذج الأمثل للعلاج النفسي هو أن يكون العلاج دوائيا ونفسيا – أي سلوكيا – واجتماعيا ودينيا، وهذه هي الأربعة المحاور التي تركز عليها الآن الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين، وهي من أكبر السلطات المهنية العلاجية في مجال الطب النفسي في العالم، والحالة المرضية لأي إنسان يجب أن يوضع لها برنامج خاص بها، يعني ما ينطبق على شخص ما ليس من الضروري أن ينطبق على شخص آخر، والطبيب الحاذق والمجيد لعمله وصاحب الخبرة يعرف ذلك تماما، والمحاور العلاجية يختار منها الطبيب ما يناسب الشخص.

هل هنالك حاجة للأربعة المحاور؟ هل هناك حاجة لمحور واحد؟ مثلا بعض الحالات تحتاج فقط لعلاج نفسي سلوكي، ولا تحتاج للدواء، ولا تحتاج للجانب الاجتماعي، لأنه أصلا مستقر، وحتى الجانب الديني قد يكون الإنسان على بصيرة وتقوى، ففي هذه الحالة يكون العلاج سلوكيا.

بعض الناس مثلا لديهم أمراض بيولوجية كمرض الفصام، هذا لا بد من أن يستعمل فيه الدواء، والاكتئاب النفسي لا يستجيب لعلاجات حقيقية دون أن تستعمل الدواء، وأقصد بالعلاجات الحقيقية: العلاجات الأخرى كالعلاجات السلوكية والنفسية، وهكذا.

إذا الأمراض النفسية متعددة الأسباب، والعلاج يجب أن يكون متعدد الوسائل والاتجاهات، هذا هو المبدأ الصحيح.

سؤالك: كيف أتخلص من الاكتئاب والتفكير العميق في الماضي؟
أولا: الإنسان يحاول يزيل الأسباب إن وجدت أسباب، هذا هو المبدأ الأول.
ثانيا: الاكتئاب يجب أن يشخص، هل هو اكتئاب أم شيء آخر؟ ويوجد أكثر من ثلاثين نوعا من الاكتئاب، وعلى ضوء نوعية الاكتئاب توضع الخطة العلاجية، إن كانت دوائية، أو سلوكية، أو معرفية، أو نفسية، أو اجتماعية، أو تحليلية.

والإنسان يستطيع أن يتخلص من الاكتئاب من خلال التفكير الإيجابي، لأن مشكلة الاكتئاب دائما أنه يشعر بالهزيمة، ويشعر بالسلبيات، وبالتشاؤم، وهذا الفكر يجب أن يستبدله الإنسان ويتخلص منه تماما، وإن كان هنالك حاجة للدواء - حسب ما يرى الطبيب - يجب أن يتم استعمال الدواء.

التفكير العميق بالماضي يتخلص منه الإنسان بالتفكير في الحاضر، وألا يخاف من المستقبل، الماضي قد انتهى، وهو عبرة وخبرة وليس أكثر من ذلك، وحسن إدارة الحياة، وحسن إدارة الوقت تجعلك أكثر تعمقا، وتجعلك أكثر مقدرة على الاستفادة من حاضرك وعدم الركون لسلبيات الماضي أو مخاوف المستقبل.

الواقع يتقبله الإنسان بأن يكون واقعيا، وأن يعرف مقدراته، وحدود إمكاناته، ونقاط قوته ونقاط ضعفه، وبعد أن يفهم نفسه وواقعه يستطيع أن يتقبل نفسه.

أحلام اليقظة ليس من الضروري أن تنتهي تماما، لأنها متنفس كما يرى علماء السلوك، هي تفتح محابس النفس، لكن يجب أن تكون بدرجة معقولة، والإنسان الذي ينام مبكرا ويمارس الرياضة ويحسن إدارة وقته قطعا لا يعطي فرصة كبيرة لأحلام اليقظة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات