السؤال
السلام عليكم
كنت في يوم من الأيام طالبا متميزا، كنت فخرا لوالدي، حتى بلغت الـ 16 من عمري وبدأت أمارس العادة السرية، وبدأت أدخن، وبدأت أكذب، فقل ذكائي وموهبتي، كم من المرات تبت ولكن بلا جدوى.
أشعر أنني أتخبط في المعاصي والذنوب، فأنا ضال طريقي، وكلما بدأت من جديد عدت إلى أسوء من ذي قبل، بيني وبين الاختبار الذي سيحدد مستقبلي 6 أيام، أشعر أن الله غير راض عني، ماذا أفعل؟
اتبعت كل الطرق، لكني أنحرف عنها دائما، أشعر بأني قد خيبت ظني والدي بي، ماذا أفعل؟ وأي طريق أسلك؟ لم يتبق الكثير من الوقت، وعائلتي تنتظر مني أن أصبح شيئا، لكني أعلم أنني خاسر.
ضيعت العادة السرية تركيزي، وضيع التدخين استيعابي، فهل أزف الوقت ولم يعد هنالك مجال للعودة مجددا كسابق عهدي، أم ماذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن ينجحك، وأن يقر عينك ويصلح الأحوال، ويتوب عليك ويهديك ويحقق الآمال.
لا شك أن التدارك ممكن، والمهم هو الدين، والعظيم سبحانه (لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فأصلح ما بينك وبين الله ينزل بك التوفيق؛ لأن ما عند الله من توفيق لا ينال إلا بطاعته.
وتعوذ بالله من شيطان يوقع الإنسان ثم يشوش عليه؛ ليوصله لليأس والإحباط، وتذكر بأن الله (غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)، وإذا علم الله منك الصدق وفقك وأعانك.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر فالعاقبة للصابرين، واستعن بالله، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها كنز وذكر واستعانة، ولا تتوقف عن المذاكرة، ولا تضيع وقتك في قول: لو كان كذا كان كذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
ونتمنى أن تضع جدولا للمذاكرة فورا، وواصل ليلك بالنهار، وأكثر من الاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا الإمام؛ تكفى همك ويغفر لك ذنبك.
وابتعد عن رفقة الشر، وابحث عن رفقة تذكرك بالله إذا نسيت، وتعينك على الخير إن ذكرت، وأمل ما يسرك، واستقبل حياتك الجديدة بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد، واعلم أن لكل جواد كبوة.
ونسأل الله أن يهديك ويصلحك.