هل أخذ حبوب منع الحمل لمدة شهر، يؤجل حدوث الحمل في المستقبل؟

0 374

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة، أوقفت حبوب منع الحمل منذ سنة، والآن أستخدم طريقة العد الطبيعي لمنع الحمل، ومنذ شهر قررت أنا وزوجي الحمل مجددا، فذهبت إلى الطبيبة للفحص، وقالت: إن المبايض منفوخة، وتلزمها حبوب منع الحمل gracial لمدة شهر واحد فقط، فشربتها الشهر الماضي، فرجعت المبايض للحجم الطبيعي، ونزلت علي الدورة السبت 2 مايو، وأرغب بالحمل هذا الشهر -بإذن الله-.

سؤالي: هل أخذ حبوب منع الحمل لمدة شهر واحد فقط، يمكن أن يؤخر الحمل لعدة شهور أخرى? لأنني متخوفة كثيرا من هذا الأمر، رغم قوة إيماني بالله، فأنا أقرأ كل يوم -على الأقل- حزبا من القرآن، وسورة مريم، وألزم الاستغفار ألف مرة في اليوم، إلا أن الوساوس تداهمني فأصبحت أحلم كثيرا بأنني حامل، وأخاف أن أصدم بمجيء الدورة، فأرجو إفادتي جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا يصح ربط الورد القرآني بالرغبة في الحمل، والغضب والوجل في حال عدم حدوثه، والحمل رزق سوف يهبه الله لك بالإرادة والمشيئة، والله يحب من عبادة الدعاء والقرب منه، والورد القرآني والاستغفار أمر مطلوب، ولقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات، ويجعل لكم أنهارا"، صدق الله العظيم.

لا يمنع ذلك من الأخذ بالأسباب، وعلاج الأسباب العضوية، والصبر عليها، كما قال الرسول الأعظم -صلوات ربي وسلامه عليه- للأعرابي، الذي أراد أن يترك ناقته في الفلاة، وقال: توكلت على الله، فقال له: اعقلها وتوكل، أي ابذل الجهد في الحفاظ على ناقتك، ثم توكل على الله، والمطلوب منك: بذل الجهد في البحث عن العلاج، ثم الدعاء لله -سبحانه وتعالى- ببلوغ الأمل.

قد تحدث تغيرات في المبايض مثل التكيس: وهو عدم قدرة البويضات على الخروج من تحت جدار المبايض، أو وجود أكياس وظيفية (انتفاخات)، تؤدي إلى ضعف التبويض، وهذه الانتفاخات، أو الأكياس الوظيفية، لا يتم علاجها في شهر واحد، بل تحتاج إلى عدة شهور لتنظيم الدورة.

كما هو معروف، فإن السبب الرئيسي في حدوث التكيس، أو الأكياس الوظيفية هو الوزن الزائد، (وقد يحدث التكيس أيضا مع الوزن القياسي)، وبالتالي يمكنك اتباع برنامج علاجي وغذائي، يشمل الحمية الغذائية وممارسة الرياضة، حتى ينقص الوزن في الشهور الستة القادمة، لمحاولة ضبط الهرمونات، وضبط الدورة الشهرية، مع الاستمرار في تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج، مرتين يوميا بعد الغذاء والعشاء لمدة 6 شهور، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في مساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس، مع الحرص على فحص وظائف الغدة الدرقية، وفحص هرمون الحليب، وفي حال ارتفاعه، يجب تناول حبوب دوستينكس ربع مج مرتين في الأسبوع، حتى تصل قيمة هرمون الحليب إلى الصفر في ثلاث تحاليل متتالية، بين كل تحليل والتالي شهر، حتى نطمئن أن الهرمون لن يرتفع في فترة الاستعداد للحمل.

لإعادة تنظيم الدورة الشهرية: يمكنك تناول حبوب دوفاستون، التي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج، تؤخذ مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة، حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، كما أن هناك بعض المكملات الغذائية، قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة، الذي يرتفع مع التكيس ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، مثل: total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 يوميا حبة واحدة، مع تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور، لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية، وهناك أيضا حليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية، التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، مع التركيز في كل تلك الفترة على الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة، حيث أن الأسبوع الأول بعد الغسل، والأسبوع الأخير قبل الدورة الشهرية الجديدة، لا يحدث فيهما حمل، مع الحرص على عمل تحليل المني رابع يوم من الجماع، وعرض نتيجة التحليل على طبيب الأمراض التناسلية، حيث أن نسبة 40 % من حالات العقم يكون فيها السبب مشاكل عند الرجل، و 40% تكون المرأة هي السبب، والنسبة الباقية يشترك فيها الزوجان.

إذا لم يتيسر الحمل في الشهور القادمة، فيمكنك إجراء التحاليل التالية وهي: DHE - FSH - LH - PROLACTIN TSH ESTROGEN –TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة، لتقييم الموقف مرة أخرى، والتفكير في تناول المنشطات وإبر التفجير.

حفظكما الله من كل مكروه وسوء، ووفقكما لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات