السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الــ 20 من عمري، ما زلت طالبة في إحدى الكليات المرموقة بفضل الله، لكن أرى أن دراستي هذه شاقة بعض الشيء علينا كفتيات! وأنها الأفضل لو كان هذا الاختصاص للذكور فقط، فقل اهتمامي بهذه الدراسة، لا أقصد في المذاكرة؛ ولكن أصبحت على اقتناع بأن الفتاة مصيرها لبيت زوجها إن شاء الله؛ فلا بد من تعلم العلم الشرعي؛ لتعلمه لأولادها فيما بعد، وهي في بيتها معززة مكرمة، وأصبحت أرى أن قراءة كتاب مفيد أفضل من القراءة في مجال الدراسة هذه، فما رأيكم؟ وما نصيحتكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابنتنا الكريمة في موقعك، ونشكر لك التواصل مع الموقع، والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يحقق لك الآمال.
رغم أهمية العلم الشرعي لكل مسلم ومسلمة، إلا أننا لا نوافق إهمال الدراسة في الكلية المهمة بدعوى أنه لا فائدة، وأن هذه العلوم للرجال، وهذا الكلام لا يقبل من فتاة دخلت الجامعة وتقدمت في المجال، ونخاف عليك من الندم مستقبلا، ونتمنى أن تتفوقي في دراستك وتهتمي بها، لأن التفوق مهم في كل المجالات، ونجاح الفتاة في كليتها وتخصصها من عوامل نجاحها في أسرتها وتعليمها لأولادها، كما أن العلم -أي علم- هو ثقافة ونور.
ومن هنا فنحن ندعوك إلى الاهتمام بدراستك الجامعية، بالإضافة إلى الاهتمام بالثقافة الشرعية، واعلمي أن الجمع بين الأمرين سهل وميسور، وهناك نماذج كثيرة نجحت في التوفيق بين تخصصاتها العلمية والتشبع من العلوم الشرعية، وهناك طوائف من كبار الدعاة تخرجوا من الهندسة كالشيخ المنجد، أو الصيدلة كالشيخ الزنداني، أو الطب كالشيخ المقدم، أو الطيران كالطيار الشيخ محمد موسى الشريف، والقائمة تطول.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وكم تمنينا لو أنك ذكرت نوع الدراسة في كلية القمة حتى نوضح لك كيفية خدمة الدين من خلال دراستك وتخصصك، فأمتنا بحاجة لجهود أبنائها وبناتها أجمعين.
ورغم أن قراءة الكتب مفيدة؛ إلا أننا نريد منك التركيز على الدراسة الأكاديمية، وسوف تجدي أوقاتا كثيرة للاهتمام بالثقافة والقراءة الحرة.
نسأل الله أن يوفقك، وأن ينفع بك البلاد والعباد.