السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 21 سنة، وزني 106 والطول 170، قبل سنة كنت مع أصدقائي في مكان عام، وفجاء جاءتني دوخة وخفقان وخوف شديد، وأني سأموت، وكتمة بالصدر، ذهبت للمستشفى وأخبروني أني لا أشكو من شيء.
خرجت من المستشفى وأنا غير مطمئن، وثاني يوم أتتني نفس الأعراض فذهبت مرة أخرى للمستشفى فاخبروني أن لدي هبوطا في السكر فعملت تحاليل ولا يوجد لدي سكر!
أخبرني الدكتور أن الجلوكوز في جسمي مرتفع عن الطبيعي لهذا السبب يهبط لدي السكر، ويجب أن أتبع حمية، خرجت من المستشفى وأنا مطمئن ولمدة أسبوع وأنا شخص طبيعي، وبعد أسبوع جاءتني نفس الأعراض وأحسستها أقوى، وأصبحت تأتيني كل يوم، وأصبحت كلما تأتيني الأعراض أذهب للمستشفى، وأعمل تحاليل، وتخطيط قلب ويخبروني أن كل شيء سليم، ولا أقتنع بكلام الأطباء حتى اليوم، وأصبحت كل بعد فترة تأتيني أعراض أخرى.
أحيانا آلام بالصدر، وأحيانا تحت البطين، ودائما في عرق الرقبة الأيسر، وأحيانا الأيمن، أشعر كأن أحدا يمسكه أو أنه سيظهر ورم خبيث، أخاف دائما أني مصاب بالسرطان، وإذا سمعت أحدا أصيب به أشعر بأني التالي، وإذا سمعت أعراض أي مرض أشعر أنها لدي، ومصاب بالمرض.
أصبحت أخاف أن أخرج من البيت ونظرتي سوداء، ولا أشعر بالفرح، ودائما أفكر أني سأصاب بنفس الأعراض التي تأتيني وأشعر أن الأنوار تضغط على عيني، وأصاب دائما بالدهشة أو أشعر أني أعيش بحلم أو لا واقع.
بعد فترة ظهرت في يدي بقع حمراء، ثم تقلب إلى السواد خشنة الملمس، وتختفي ثم تعود، أخبرني الدكتور أنها اكزيما، وظهرت لي في منطقة الأرداف، والمؤخرة حبوب مؤلمة، مثل الدمامل أخبرني الدكتور أنه حب شباب مقلوب أصبحت أفكر دائما وأخاف أن أذهب للطبيب، ولكن لم أذهب للطبيب لأسأل عن الأعراض التالية آلام في عروق الرقبة وتحت الإبط والصدر، لأني أخاف أن أذهب.
أرجو منكم إفادتي وتوجيهي للطبيب المناسب لحالتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك ثقتك في إسلام ويب.
أخي: أنت لديك مجموعة من الأعراض الجسدية المتشعبة والمختلفة، لديك – من الواضح جدا – مخاوف من المرض، خاصة مرض السرطان، والأمر كله بدأ معك بنوبة الفزع أو الهرع، التي أعطتك الشعور بدنو الموت، مع كتمة في الصدر، وذهبت على إثرها للمستشفى، واتضح أن فحوصاتك كلها نستطيع أن نقول سليمة، ما عدا موضوع السكر البسيط، ولا يعني أبدا أنك مصاب بمرض السكر.
أيها الفاضل الكريم: كل الأعراض التي ذكرتها – أي الأعراض الجسدية كما أشرت لك – هي أعراض نفسوجسدية، أي أن قلق المخاوف هو الذي جعلك تكون على هذه الشاكلة، وهذه الحالات تعالج من خلال التذكر والتدبر بأنك - الحمد لله تعالى – في بدايات سن الشباب، وأنه لديك طاقات ممتازة وعظيمة جدا.
أنت يجب أن تسعى لتعيش حياة صحية لتخفف من وزنك، فيجب عليك أن تتحكم في كمية الطعام التي تتناولها، عليك بالنوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، وفي ذات الوقت يجب أن تمارس الرياضة بكثافة، الرياضة تعطيك الشعور بأنك في حالة صحية ممتازة، كما أن الرياضة تعدل وتبدل وتجعل كيمياء الدماغ لدى الإنسان أكثر توازنا مما يعود عليك بالنفع والارتياح وزوال الخوف والتوتر والوسوسة، وتحسن المزاج، فاحرص على ذلك أيها الفاضل الكريم.
أنت محتاج للدعاء، وكلنا نحتاج للدعاء، فادع، واسأل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه.
أذكار الصباح والمساء على وجه التحديد تعطي الإنسان رسائل وإشارات مطمئنة جدا، فاحرص عليها، وقطعا الصلاة يجب أن تكون على رأس الأمر كله.
بر الوالدين يدفع فيك طمأنينة كثيرة. يجب أن تكون لك خططا وآمالا في الحياة وخططا مستقبلية: ما الذي تود أن تقوم به؟ لا بد أن تطور نفسك علميا وأكاديميا واجتماعيا.
كل الذي ذكرناه لك يصرف عنك هذه الأفكار التي هي في الأصل نوع من المخاوف، وفي ذات الوقت بقي أن أقول لك: يفضل أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي. اذهب إلى طبيبك – طبيب الأسرة – واجعله يقوم بفحصك، وبعد ذلك يمكن أن يصف لك أحد هذه الأدوية. عقار (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) يعتبر دواء مثاليا، ومدة تناوله ثلاثة إلى ستة أشهر، وأنت لا تحتاج له بجرعة كبيرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.