السؤال
والدتي تعاني من حالة تأتي بمعدل كل شهرين مرة، تتمثل في الضحك المستمر بدون انقطاع ولا نوم، ولأيام، وهو قهري؛ لأنها تحاول مرارا أن تكتمه أمامنا وتفشل، وما إن تصبح وحدها حتى تنفجر في الضحك بدون أي أسباب، وتكون في حالة ضيق شديد من أي شخص يحاول التحدث معها، ولا نستطيع التحدث معها.
تكون فاقدة التركيز والإدراك تماما، ولا تدري نحن في الصباح أم في المساء، وقد تعد الطعام الفجر، أو تتصرف أي تصرف غير محسوب، تفعل كل ما يخطر على بالها، وتظل هكذا لأيام، وبدون نوم، وغير معترفة أنها مريضة تماما، وتشعر أننا نشكل مؤامرة ضدها.
عند زيارة الطبيب وصف لها دواء حقن: (clopixol depot 200 mg)، وعندما تأتي تلك الحالة تظل يومين أو أكثر على نفس النظام، ثم تبدأ في الخمول الشديد ليومين، ثم تصبح سليمة، وبعد شهرين يتكرر نفس الموقف إلا أنها ترفض وبشدة أخد الدواء، ونشعر بأن حالتها تزداد سوءا، وتتدهور مع كل مرة أكثر، فمن ماذا تعاني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لوالدتكم العافية والشفاء، وأشكركم على الاهتمام بها.
الدواء الذي تتناوله والدتك –هو الإبر الشهرية أو النصف شهرية، وهو: clopixol 200 مليجراما– هذا دواء معروف جدا، وهو يستعمل لعلاج الأمراض الذهانية، وكذلك ما يسمى بأمراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
والدتك –حفظها الله– ربما يكون لديها أحد هذه الأمراض، وحالتها تشبه ما نسميه بحالات الفصام الوجداني، أي توجد لديها أعراض فصامية تتمثل في الشكوك التي تحدثت عنها في نهاية رسالتك، والجانب الوجداني هو في موضوع الضحك القهري، والذي يأتيها ويفقدها شيئا من الحكمة الاجتماعية دون أن تقصد.
أيها الفاضل الكريم: أعتقد أن والدتك تحتاج لأحد مثبتات المزاج، نعم أنت ذكرت أنها لا تحب العلاج، لكن بشيء من التودد إليها، واللطف معها، والسعي دائما لبرها يمكن أن تقبل العلاج.
لا تتحدثوا معها بمجملكم، دعوا شخصا واحدا داخل المنزل –ابن أو ابنة أو والدكم أو أي أحد– لها مشاعر إيجابية نحوه، دعوه يتكلم معها، ويقنعها بتناول الدواء، أعتقد أنها تحتاج لأحد مثبتات المزاج بجانب الـ (clopixol).
هذه الحالات الآن تعالج وتعالج بصورة ممتازة جدا، وإقناعها لا أقول لك سهل، لكنه ليس بالمستحيل أبدا، وكثير من هؤلاء المرضى حين تكون لهم علاقات جيدة، ومودة مع أطبائهم؛ تقوم على الاحترام والتقدير؛ تجدهم ينزلون إلى رأي الطبيب، حتى وإن كان ذلك ضد رغباتهم.
أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد.