منذ عشر سنوات وأنا أحاول تحقيق أحلامي، ولكن الكل يتقدم في حياته إلا أنا

0 225

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة حياتي روتينية وليس فيها أي تجديد، من بعد تخرجي من الجامعة وتوظفي لم يحدث أي شيء جديد في حياتي، منذ عشر سنوات وأنا أحاول أن أقوم بتغيير يساهم بتطوري، أو أتقدم لأحقق أحلامي وطموحاتي وأؤمن مستقبلي، وكل ما أحصل عليه هو الإحباط، في البداية كنت أقول: كل الناس يتعرضون للصعوبات وهذا أمر طبيعي؛ ولكن بعد مرور وقت طويل وسوء حالتي النفسية، ومحاولتي لمعرفة أسباب ما يحصل لي، وقراءاتي الكثيرة ونضج طريقة تفكيري، ومحاولاتي اللاهثة لتغيير حالي وعدم القدرة على تغييره، باءت كل مخططاتي ومحاولاتي بالفشل مع أني أرى غيري يتطور ويتغير رغم سيره على خطاي نفسها، يعني أن الخطأ ليس في أعمالي وإنما في شيء ما لا أعرفه، هل يمكن أن يكون أحد قد سحرني ضد الزواج والنجاح المهني؟

وكل الناس يلومونني على عدم التطور، حتى أمي تنعتني بالفاشلة وأحس أنها تكرهني، وتقسو علي وتمدح الأخريات وكل من تعرفهم، وكل الناس يعاملونني معاملة الأطفال مع أن عمري 30 سنة، وكأنني لا أفهم بسبب أني لم أتزوج ولم أصبح أما، وكأنني غير مستقلة بقراراتي ولست ذات نفع لنفسي ولغيري، أرجوكم أن تتفهموا أن الأمر جدي وليس حالة نفسية، فأنا فعلا كلما حاولت أن أتطور هناك أمور تقف في وجهي، ولا أحد يصدق ما يحدث لي، حيث أنني أصبحت مريضة نفسية وأتعاطى أدوية نفسية بسبب إحساسي بالفشل، ولا أتهنى بلحظة سعادة أو تفاؤل حتى تتوالى المواقف التي تحبطني، وكأن طاقة الكون السلبية كلها ضدي، وتفشل كل مخططاتي مع أني أنوي الخير وأحاول أن أتفاءل.

ماذا أفعل؟ هل علي الصبر والدعاء، أم أن هذا سحرا وهناك طريقة للتخلص منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الخريجة الجامعية الموظفة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرضيك بما قسم لك من النعم والأفضال، وأن يجعل من شكرك له سبيلا إلى الزيادة والكمال، وأن يصلح بفضله لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

الذي أعانك حتى وصلت إلى مراحل مرتفعة من التعليم، ورزقك وظيفة وغيرك لم يصل ولم يجد قادر على أن يعطيك المزيد فاسأليه من فضله إنه الغنى الحميد، وأرجو أن نؤكد لك أن تواصلك مع موقعك خطوة على الطريق الصحيح، فابذلي أسباب النجاح وتوكلي على ربك الفتاح، وتسلحي بعزيمة توصلك إلى الفلاح.

ومهما قال الناس عنك فالمهم هو ما بينك وبين ربك، وأنت أعلم بنفسك منهم والله أعلم بك منك، فلا تستسلمي لللوم بل اجعليه دافعا للانطلاق، والعاقلة تستفيد من ملاحظات وانتقاص الأعداء كما قال الشاعر الحكيم:

هم بحثوا زلتي فاجتنبتها *** وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

فكيف لا تنتفعين من تعليقات الوالدة والأحباء؟ كما أرجو أن تدركي أن المهم هو نظرتك لنفسك وثقتك فيها بعد ثقتك في ربنا وربك، فانظري للأمام، واستقبلي الحياة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بالاستمرار في التفاؤل، ولا تغتمي أو تتوقفي عند الانكسارات، فإنها محطات في طريق النجاحات، فكرري المحاولات وانتظري الفوز والتأييد من رب الأرض والسموات، وتواصلي مع موقعك ونشرف بمعاونتك على الخيرات، ونسأل الله لك التقدم والتميز والاستقرار، وتذكري أن النجاح توفيق من الفتاح وبذل لأسباب الفلاح.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات