السؤال
السلام عليكم
مشكلتي كبيرة: تعرفت على زميلة في العمل، وكانت تأتي إلي باستمرار، فوقعت في حبها، والمشكلة أنها سيئة السمعة، وصارحتني أنها تعرفت على العديد من الشباب، وكانت متبرجة، وأقسمت لي بالله أن لا أحد لمسها، وكانت تريد زواج حب؛ لذلك كانت تتعرف عليهم، لكنها تغيرت كليا بسببي؛ فارتدت الحجاب الشرعي، وواظبت على صلواتها، وأصبحت تقرأ القرآن يوميا، كما قطعت علاقاتها مع جميع الشباب، وأغلقت حساباتها على التواصل الاجتماعي. قالت لي: تغيرت بسببك، فخطبتها، لكن زميلي يقول لي: إن جميع الزملاء يتكلمون عنك بسوء وسخرية واستهزاء، أحبها كثيرا، وهي كذلك.
أرشدوني، أفادكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ kamel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك وفي هذه الأخت التي ارتبطت بها، وأن يجعل ما قدمته لها في موازين حسناتك، وأن يجعل هدايتها في موازين حسناتك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يصرف عنك ألسنة النمامين والمغتابين والمستهزئين والساخرين، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإني أقول لك: إذا كنت من النوع القوي الذي لن يتأثر بهذا الكلام في المستقبل فأرى أن تواصل رحلتك مع هذه الفتاة؛ لأنك فعلا قد انتشلتها من هذا الوحل الذي كانت فيه، وتغيرت كما ذكرت تغيرا كبيرا بسببك، فأصبحت الآن تحافظ على الصلوات وارتدت الحجاب الشرعي، وتقرأ القرآن يوميا، وقطعت علاقاتها، هذه كلها عوامل إيجابية، وهذا يدل على أن هذه الفتاة فيها خير، وأقسمت لك بالله أنه لم يمسسها أحد.
فأنا أرى ألا تلقي بالا لهذا الكلام الذي يقوله هؤلاء الشباب الذين لا يريدون الخير لك ولا لها، ولعلهم يغارون منك على اعتبار قد تكون تتمتع ببعض الميزات الطيبة، وخاصة أنك أصبحت تحبها الآن، فأنا أرى –بارك الله فيك– ألا تخذلها، وأرى ألا تلتفت لهذا الكلام الفاسد، لأنك انتشلتها فعلا، والمرأة صادقة في تعاملها معك، والدليل على ذلك أنها تحسنت كثيرا كما ذكرت، وهذه المرأة من الممكن أن تكون أفضل من ذلك بكثير لو أنك واصلت توجيهها والعناية بها -بإذن الله تعالى- لعلها أن تكون سببا في دخولك الجنة.
فأنا أقول بهذا الأمر؛ بشرط إذا كنت لن تتأثر بهذا الكلام في المستقبل، وإذا ما كلمك أحد وستشعر بأنك تريد أن تطلقها وأن تتخلى عنها، إذا كنت من هذا النوع لا تتصل به، أما إذا كنت لا تسمح لأحد أن يتكلم في خصوصياتك، وأن هذا الكلام لا يؤثر، وأنك تبتغي ما عند الله من الأجر، وأنك تستحضر عظيم الأجر الذي سيكرمك الله به بصلاح هذه الأخت واستقامتها، وأن عملها كله سيكون في ميزان حسناتك، فتوكل على الله، ولا تلتفت لكلام أحد، واستعن بالله ولا تعجز، وأسأل الله أن يجمع بينكما على خير.
ولكن أنصح أن تعجل بالدخول، لا تنتظر طويلا، لأن الخطبة –مع الأسف الشديد– من آثارها السلبية وجود تقلبات كثيرة ما بين الخاطبين قد يؤدي إلى سوء العلاقة، وقد تؤدي إلى قطع الرابط الذي بينكما.
فما دمت صادقا وجادا استعن بالله وعجل بالارتباط بها والدخول؛ حتى تقطع ألسنة هؤلاء، وأسأل الله أن يبارك لكما، وأن يبارك عليكما، وأن يجمع بينكما في خير، إنه جواد كريم.
هذا, وبالله التوفيق.