والدي يرفض تعليمي ولا يملك تكاليفه، فماذا أفعل في وقت فراغي الطويل؟

0 202

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (15) سنة، أعيش في ولاية نيويورك، لا أدرس ولا أخرج من المنزل، وحينما أخرج أذهب بصحبة أبي، أبي لا يريدني أن أتعلم وأدرس، عندي أختان، أنا الوسطى، وأختي الكبيرة تدرس في المعهد، وأختي الصغيرة في المدرسة العربية، أما أنا فلا أدرس؛ لأن أبي لا يريد إدخالي في مدرسة مختلطة، وتكاليف المدرسة العربية كبيرة جدا.

أجلس طوال الوقت في البيت، علما بأن أحد أقاربي أخبر أبي عن مدرسة غير مختلطة، فرفض أبي الأمر.

أنا بالمنزل طوال اليوم وأشعر بالملل، وأخواتي يذهبن للتعلم وأنا أجلس بالمنزل دون دراسة، ولا يمكنني الخروج، وأفكر في هذا الأمر كثيرا، أريد أن تصبروني وتخبروني ماذا يجب أن أفعل، فأنا لا أملك الأصدقاء حتى أخبرهم بما أعاني، ولا أريد مصارحة أقاربي، لكنني تجرأت وأخبرتكم، أشعر بأن مستقبلي يذهب وأنا لا أملك سوى النظر إليه.

وجزاكم الله خيرا، وأتمنى الرد في أسرع وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال.

لقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، وأفرحتنا قدرتك على عرض مشكلتك، وهذا يبشر بأن من تريد التعليم فأبوابه مفتوحة عبر عالم النت، بل هناك أكاديميات علمية كبيرة تطرح مناهجها وعلومها، فأرجو الاستفادة من كل ذلك، كما نتمنى أن تطوري مهاراتك الحياتية، فالمهم هو أن يستفيد الإنسان من كل الأوضاع، وبعض العلماء تعرضوا للسجن فحفظوا التفاسير والأحاديث، وتشبعوا من المعارف، فاغتنمي الفرصة، واشتغلي بذكر الله وعبادته، ولا مانع من أن تطلبي مساعدة الوالدة أو من يستطيع أن يقنع الوالد بضرورة أن تخرجي وتدرسي مثل أفراد أسرتك، وسوف يأتيك الفرج بحول الله وقوته ما دام في الأهل من يفكر في التعليم، ونسأل الله أن يعين الوالد، وأن يوسع لكم في الرزق.

وأرجو أن تتفهمي موقف الوالد، فالاختلاط دمار، وخوف الوالد عليك دليل على حبه لك، ونتمنى أن تثبتي لهم بتصرفاتك وطاعاتك أنك ناضجة وعاقلة، ونحن في موقعك نرحب بك، ونسعد بمشاركاتك وأسئلتك، وسوف تجدين من الإخوة والأخوات من هم في مقام الآباء والأمهات، وكل من في الموقع يتشرف بخدمة أبنائنا والبنات.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والاشتغال بذكره وشكره وحسن عبادته، ونكرر لك الوصية بضرورة الاستفادة من نعمة الفراغ في اكتساب المهارات، أو تطوير الهوايات.

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير، وميادين العلم مفتوحة اليوم وغدا، والمهم هو وجود الهمة والعزيمة والإصرار، والعالم يتحدث عن العودة للتعليم، لترجع الأمهات والجدات والجميع إلى ميادين العلم، وإذا كانت فرصتك اليوم ضيقة، فغدا ستصبح واسعة بفضل الكريم الواسع.

وفقك الله وحفظك وسددك ورزقك بر والديك.

مواد ذات صلة

الاستشارات