أعاني من غازات مستمرة، فكيف التعامل معها طبيًا وشرعيًا؟

0 196

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-

أكتب لكم هذه الرسالة وأنا في حالة سيئة جدا من الناحية الصحية والنفسية والدينية، حيث إنني أعاني من غازات في معدتي، تخرج مني هذه الغازات باستمرار طول اليوم دون توقف، وكذلك بعد التبرز لا أشعر بارتياح، حيث أشعر وكأن البراز لم ينزل كله، أي أشعر بأن شيئا ما زال عالقا في داخل المعدة، فمثلا أدخل للحمام في الفجر، ثم أتوضأ وأصلي الفجر، بعدها بحوالي ساعة أشعر برغبة في التبول والتبرز، وغازات بشدة، وكأني لم أدخل للحمام أبدا.

ذهبت إلى أكثر من طبيب، ولكن بدون أي فائدة من العلاج، وهذا سبب لي مشكلة في الصلاة، حيث أشعر بأنها باطلة، وكذلك سبب لي مشكلة كبيرة جدا أعاني منها في ممارسة الحياة اليومية، حيث دائما أريد الدخول للحمام، بل وإن دخلته لا أشعر بالراحة، والحمام ليس متوفرا في كل مكان، أحيانا لا أجد حماما في المكان الذي أنا فيه، وبسبب هذا أشعر بأن صلاتي باطلة، وأصلي وأعيد مرة واثنتين وثلاث، فمثلا عندما يحين وقت الصلاة أنا بين ثلاثة خيارات صعبة جدا، الأول أن أكون إنسانا طبيعيا، وهذا غير صحيح؛ لأني أعاني من الأعراض التي ذكرتها لكم، والثاني أن أدخل للحمام وأصلي لكن دخول الحمام ليس متوفرا في كل مكان، وإذا دخلت للحمام أمكث فيه 30 دقيقة وأكثر، وحتى لو دخلته لا أرتاح بعد قضاء الحاجة، ويستمر مسلسل الغازات، ومصارعة البول والبراز، والثالث أن أصلي مباشرة بدون دخول الحمام، وأصلي وأعيد الصلاة أكثر من مرة، وأحيانا أجمعها مع الصلاة التي بعدها، وأذهب للمسجد، وأصلي وأعيد مرات كثيرة مما سبب لي حرجا كبيرا جدا ومعاناة كبيرة.

تخيل! أني أعاني من هذا يوميا خمس مرات، بل وعلى طول اليوم، وبالتالي أعاني من مشكلة نفسية كبيرة جدا؛ لذلك أريد منكم استشارة دينية وطبية في تشخيص ما أعاني منه يوميا، وأتمنى أن أجد الجواب الشافي لديكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الشاوش حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك عاجل العافية والشفاء.

من الناحية الشرعية: الأمر يسير سهل – أيها الحبيب – فإنك إن كنت تعاني فقط من الشعور بالحاجة إلى خروج الريح، ولكن لا يخرج بالفعل، فإنك إذا صليت بعد الوضوء وحالتك هذه لا حرج عليك، لاسيما وأنت مريض.

أما إذا كنت تقصد بكلامك أن الريح يستمر في الخروج لا ينقطع ففي هذه الحالة إن كان خروجه مستمرا طوال الوقت – يعني منذ أن يؤذن المؤذنون للصلاة إلى أن يخرج وقت هذه الصلاة– إذا كان مستمر الخروج لا ينقطع وقتا يكفيك لأن تتطهر وتصلي، فإنك في هذه الحالة من أصحاب الأعذار الدائمة، والواجب عليك أن تتوضأ بعد دخول الوقت وتصلي ولو خرج منك هذا الخارج، فإنه لا حرج عليك، كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- المرأة المستحاضة أن تفعل ذلك.

أما إذا كان ينقطع وقتا يكفيك أن تتطهر وتصلي وكنت تعلم وقت هذا الانقطاع فإن الواجب عليك أن تنتظر انتهاءه وانقطاعه ولو فاتتك الجماعة، فأنت معذور، فإذا انقطع توضأت وصليت.

وبهذا تعلم أن الأمر سهل يسير، فقد قال الله سبحانه وتعالى في آية الوضوء: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون}.

ونرجو بهذا -إن شاء الله تعالى- أن يكون الحكم من الناحية الشرعية قد اتضح، ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يمن عليك بعاجل العافية.
+++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية وتليها إجابة د. عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
+++++++++++++++++++++++++++
الناحية الطبية لديك تنقسم الى شقين: الأول يتعلق بعسر الهضم، واحتمال إصابتك بأكياس الأميبا المتحوصلة وطفيليات الجارديا والديدان، وهذا الأمر يحتاج إلى عمل تحليل براز ثلاث مرات متتالية في ثلاث معامل طبية مختلفة، وعمل سونار على البطن، وعمل تحليل صورة دم CBC، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

وفي حال عدم المقدرة على إجراء التحاليل المذكورة، يمكنك تناول العلاج التالي لمدة 10 أيام:
- حبوب Furazol قرصين ثلاث مرات يوميا.
- Suprax 400 mg قرصا واحدا يوميا.
- spasmocanulase، قرصين ثلاث مرات يوميا.
- charchol قرصين مضغ ثلاث مرات يوميا.
- تناول حبوب الديدان mebindazole قرصين صباحا ومساء لمدة ثلاثة أيام.

ويتم تكرار تلك الجرعات بعد 15 يوما لضمان التخلص من كل الديدان المحتملة، ولا خوف من الدواء في حال عدم وجود ديدان؛ لأنه لا يتم امتصاصه في الدورة الدموية.

ويمكن تناول خليط مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ، مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله- مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- الى انتظام حركة القولون، والمساعدة في إخراج طبيعي، والتخلص من الغازات، والتجشوء، وآلام المعدة والقولون.

الشق الثاني من المشكلة الطبية يتعلق بمرض يسمى الوسواس القهري، وهو مرض من طائفة الأمراض العصابية، وفيه يقوم الإنسان بتكرار فعل معين مثل الوضوء المتكرر أو غسل اليدين، أو العودة لغلق المنزل عشرات المرات رغم علمه بأنه مغلق، وتساعد المشكلة الطبية الأولى على تكرار ذلك الفعل النفسي، ويمكنك زيارة طبيب نفسي لعمل جلسات تحليل نفسي لإخراج ما بداخل نفسك من ترسبات ولمعرفة طبيعة المرض، ومحاولة التعامل معه، ويمكنك في نفس الوقت تناول أحد الأدوية التي تساعد في التخلص من تلك الأفعال المتكررة مثل: كبسولات prozac 20 mg كبسولة واحدة يوميا لمدة 6 شهور حتى تبرأ من كل معاناتك الطبية والنفسية -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات