السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم على هذا الجهد المتواصل في سبيل حل مشاكل الناس، وجزاكم الله خيرا.
أما بعد:
مشكلتنا هي أننا بعد وفاة الوالد -رحمه الله- عشنا ظروفا من التشتت واختلاف الآراء بين أفراد الأسرة، حيث إننا أخوان وأربع بنات، ثلاث منهن متزوجات، كنا نعيش في بيت الأسرة الذي تعودناه، وعشت فيه سنواتي الثنتين والعشرين.
ولكن بعد وفاة الوالد عشنا مشاكل الإرث وكان أغلب المشاكل بين أمي وعمتي؛ مما اضطر أمي إلى أخذ قرار التحويل من البيت، وكانت تملك مبلغا يمكنها من شراء البيت، فعارضنا هذا الرأي، إلا أنها أصرت على التحويل؛ بذريعة أنها تريد أن ترتاح من مشاكل الإرث، وقالت: إنها تعبت وتحملت كثيرا، وإنها ذاقت الأمرين في هذا البيت مع أبي وعمتي.
بالطبع وافقنا بحكم العاطفة، وخرجنا من البيت الذي ترعرعنا فيه وكبرنا، طبعا فوق إرادتنا، والمشكلة تبدأ هنا، حيث إننا انتقلنا إلى مكان يختلف كثيرا، ليس من حيث المساحة، أو الجمال، ولكن من حيث السكان والجو العام الذي لم أتأقلم معه، فكنت دائما أتذكر بيتنا القديم، ودائما أخلق المشاكل في البيت: لماذا انتقلنا إلى هذا البيت؟ وأقول لها: المفروض أننا دخلنا في مشروع بهذا المبلغ، وأنت ضيعت نقودك، وأصبحنا في ضائقة مالية بسببك، وإننا كمن لبس حذائين في وقت واحد!
والمشكلة أن بيتنا الأول ما زال فارغا، وهو حصتنا في الإرث أصلا، ولكنها لا تريد الرجوع؛ بسبب أنها لا ترتاح نفسيا هناك، وأصبحنا في صراع، كل أسبوع أو أسبوعين نفتح نفس الموضوع، وتقول: لا أريد الرجوع! وأصبحت هذه المسألة هاجسا نفسيا يراودني بين الحين والآخر، ويؤنبني ضميري، وأقول لنفسي: لماذا طاوعتها؟ ألا يجب علي أن أفاتحها بمشروع مربح أو شيء من ذلك؟!
أرشدوني -أفادكم الله- في حل هذه المشكلة، كيف أنساها وأقطع تفكيري منها؟!