السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
المرجو من الدكتورة رغدة عكاشة الإجابة على استشارتنا وتوجيهنا توجيها صحيحا -جزاها الله خيرا-.
معلومات عن المريضة: الطول : 1،55، الوزن : 57 كغ، السن: 34 سنة.
الحالة: منذ شهر أحست المريضة بوجود كتلة في ثديها الأيسر، ولم يكن ذلك مرافقا بألم أو ما شابه ذلك.
ذهبت لطبيب عام ففحصها وعمل لها فحصا بالأمواج فوق الصوتية، وقال لها: يوجد بالثدي الأيسر كيس، وأعطاها دواء عبارة عن مرهم تضعه على الثدي الأيسر.
ذهبت لطبيب متخصص في أمراض النساء ففحصها وعمل لها فحصا بالأمواج فوق الصوتية، وطلب فحص ماموغرام.
ــ نتيجة الإيكو هي كيس قطره 1،5سم.
: ــ نتيجة الماموغرام هي:
Cystic lesion multi partitioned
Fibroadenoma 8.7mm
فطلب فحصا نسيجيا للكيس.
ذهبت عند طبيبين آخرين للنساء والولادة، فقالا نفس ما قاله طبيب النساء الأول.
تساؤلاتنا:
ما هو Cystic lesion multi partitioned؟ وما هو Fibroadenoma؟
ــ ما المقصود بالفحص النسيجي للكيس؟ وكيف يتم؟
ــ هل حالتها خطيرة؟ هل تحتاج لتدخل جراحي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاشق الهدوء والسكينة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بتواصلك أيها الأخ الفاضل- ونسأل الله عز وجل، أن يمن عليكم جميعا بثوب الصحة والعافية دائما.
إن تقرير التصوير يظهر وجود ورمين: ورم كيسي الشكل، وورم صلب.
الورم الكيسي هو: cystic lesion multi partitioned، ومعنى هذا الكلام أن هذه الكيسة تحتوي في داخلها على حواجز، تقسمها الى أجزاء أو أجواف متعددة، ونسميها بـ (الكيسة متعددة الحجرات)، وهنا أقول: بأنه يجب ذكر تفاصيل أكثر بالتصوير عن هذه الكيسة، من أهمها: هل تحتوي الكيسة في أي قسم من أقسامها على أجزاء صلبة؟ أم أنها تحتوي على سائل فقط؟
وهل جدار الكيسة منتظم وغير متسمك؟ أم أنه متعرج ومتسمك؟ مثل هذه العلامات، أي: انتظام الحواف، وعدم تسمكها، وعدم وجود كتل صلبة تسبح في السائل، أو تتوضع على الجدار، هي من العلامات التي ترجح بنسبة عالية جدا، سلامة الكيسة -بإذن الله تعالى-.
الورم الثاني: وهو عبارة عن ورم ليفي غدي، أو fibroadenoma، ينشأ في الثدي على حساب الغدد الحليبية والأنسجة الليفية حولها، وهو ورم سليم 100%، وهو كثير الحدوث عند النساء، وتصل نسبة حدوثه في بعض البلدان إلى حوالي 25% ، أي أن واحدة من كل أربع نساء، وحجمه عند هذه الفتاة هو حجم صغير جدا، فهو أقل من 1 سم.
ونصيحتي هي بعمل تصوير جديد للثدي، لكن بيد طبيبة أشعة مختصة، من أجل معرفة التفاصيل التي سبق وذكرتها، عن الكيسة المتعددة الحجرات، ويجب أخذ عينة بإبرة رفيعة من كلا الورمين، وذلك لتأكيد التشخيص، وهذه العينة ستكون عبارة عن كمية من الخلايا من كلا الورمين، ترسل للمختبر النسجي المتخصص، فيقوم المختبر بفحص هذه الخلايا بدقة وتحديد صفاتها ومنشأها الأصلي، وهل هي سليمة أم خبيثة -لا قدر الله-، هذا سيكون بمثابة ( التحليل النسجي البدئي)، أي الذي بناء عليه سيتم اتخاذ قرار العمل الجراحي.
هذا هو المنهج العلمي الصحيح، والذي يجب اتباعه؛ لأن التصوير مهما بلغت دقته ومهارة الطبيبة، أو الطبيب الذي يقوم به، إلا أنه لا يعطي فكرة عن طبيعة الخلايا في الكيس، أو في الورم، فالتصوير يوجه إلى الاحتمال الغالب فقط، لكنه لا يؤكد 100%، وما يؤكد طبيعة الخلايا 100% هو التحليل النسجي.
ثم أنصح بعمل عملية جراحية لاستئصال كلا الورمين معا، وحجم العملية سيعتمد على نتيجة التحليل النسجي، فهذا هو الحل المفضل في حال الكيسة متعددة الحجرات، حتى لو تبين بأنها سليمة بالتحليل النسجي البدئي، وحتى لو تكن تسبب أعراضا؛ لأن العلاج الدوائي غير مجد في مثل هذه الحالات.
كما أن حجم هذه الأورام مرشحة للزيادة؛ ولأن التشخيص النسجي النهائي والمؤكد لا يتم إلا خلال العملية وبعد الاستئصال، كما أن العملية ستكون أسهل عندما يكون الكيس أو الورم صغير الحجم.
وعندما تتم العملية بيد طبيبة أو طبيب مختص بالأورام، فإن النتائج ستكون ممتازة -إن شاء الله تعالى-، والجراحة ستتم بشكل تجميلي بحيث تترك أقل من يمكن من آثار.
إذا أظهرت نتائج التحليل النسجي سلامة الخلايا في الورم، فإن الحالة ستكون بسيطة جدا، وليست خطرة.
نسأل الله عز وجل أن يتم عليكم ثوب الصحة والعافية.