السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدي عمره 67 سنة، متقاعد منذ 24 سنة، لم يكن كثير الخروج من المنزل، منذ سنتين تقريبا اشتكى من آلام في الصدر، فذهبنا به للمستشفى وكانت جميع الفحوصات سليمة، ومنذ 3 أسابيع بدأت حالته بالتغير، فأصبح لا يطيق الجلوس في المنزل، ويطلب من إخوتي أن يخرجوا به في السيارة، وزادت عصبيته، فأصبح يثور بسرعة، وأصبح يخاف الجلوس في المنزل وحيدا، ويمنع أمي من الخروج لكي لا يجلس بمفرده.
تعبت أمي نفسيا بسبب حالة أبي، فهو يريدها أن تكون معه في كل مكان، وهي امرأة تعاني من أمراض كثيرة، ولا تستطيع الجلوس بجانبه لمدة طويلة، لكن حالته تدهورت، فأصبح لا يأكل إلا القليل، ولا ينام كثيرا، وأصبح لون وجهه شاحبا، وتدهورت صحته، فما الذي يجب علينا فعله؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
والدك الكريم اشتكى من ألم الصدر، وفي مثل هذه السن قطعا ألم الصدر يجب أن يتم التعامل معه باهتمام شديد، لأن أمراض القلب أحد أعراضها ومؤشراتها هي الآلام الصدرية، -والحمد لله تعالى- فحوصاته كانت كلها سليمة، وأحسب أنه قد تم على الأقل إجراء تخطيط للقلب، وإن لم يتم هذا فأرجو أن يعرض الوالد على طبيب متخصص في أمراض القلب، وقطعا والدكم -حفظه الله- يمكنه أن يجري جميع الفحوصات في الخدمات الطبية للقوات المسلحة بالأردن، وهي خدمات محترمة جدا.
الجزء الآخر من شكوى الوالد -وهي واضحة جدا- هذا الضجر والملل وعدم الاستقرار الحركي، وعدم الشعور بالأمان، هذا كله دليل على وجود اكتئاب نفسي، والاكتئاب النفسي في مثل عمر والدك -حفظه الله- يأتي في مثل هذه الصورة، ليس من الضروري أن تكون أفكارا سوداوية وكدرا مطلقا، وبكاءا وشيئا من هذا القبيل، الاكتئاب أحد صوره هي العصبية، التوتر، عدم الشعور بالأمان، وكما ذكرنا الملل الشديد، فاذهبوا بوالدكم -حفظه الله- إلى الطبيب النفسي مباشرة، فهو يحتاج قطعا لمضادات الاكتئاب والقلق ومحسنات المزاج، وأنا على ثقة تامة أنه سوف يستفيد منها كثيرا، والسهر والأرق من أفظع الأشياء التي تتعب النفس والجسد، خاصة لمن هم في مثل عمر والدكم، فأرجو أن تعجلوا في الذهاب به إلى الطبيب، -وإن شاء الله تعالى- سوف يأتيه الفرج، ولكم كذلك.
بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.