السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب في 19 من عمري، أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ صغري، ذهبت إلى طبيبة نفسية، فأحسست أنها لم تعرني كامل انتباهها أثناء حديثي معها، فوصفت لي الزيروكسات، لكنني لا أظن بأنني محتاج للأدوية؛ لأنني -والحمد لله- كل التجارب التي مررت بها في تقديمي للعروض تكون ناجحة، وقمت بإلقاء مسرحية ارتجاليا بعدما طلب مني أحد المؤطرين القيام بها، فقمت بإضحاك الجميع، ما عدا بعض التخوف قبل العرض، بالإضافة إلى أنني اجتماعي بامتياز والحمد لله، فأرجو منكم الإجابة حول إن كنت فعلا محتاجا للعلاج الدوائي، أم يكفي تطبيق تمارين الاسترخاء والتعرض لهذه المواقف؟
المرجو منكم الرد السريع؛ لأنني مقبل على إلقاء عرض في القريب العاجل.
وشكرا على مجهوداتكم الجبارة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: أرى من وجهة نظري أن ما تعاني منه من رهاب هو بسيط جدا، وقد أعجبتني قناعاتك العلاجية الإيجابية، وموقفك وتفكيرك حول الدواء هو تفكير صائب جدا، الأدوية نعم مفيدة وفاعلة، لكن في حالتك ليست هنالك حاجة حقيقية لعلاج مثل الزيروكسات.
الذي تحتاجه –أيها الفاضل الكريم– هو أن تحرص على التعريض الاجتماعي، تحرص على الصلاة في المسجد مع الجماعة، تكون دائما في الصفوف الأول، تحرص على الرياضة الجماعية مع أصدقائك، ترفه على نفسك بما هو طيب وجميل، تذهب إلى الأسواق، تذهب إلى المطاعم... هذا كله في خير كثير لك.
وفي ذات الوقت أريدك أن تكون نشطا في داخل المنزل، فعالا، مثابرا، بارا بوالديك، هذا كله يعطيك دفعا نفسيا إيجابيا.
وفي ذات الوقت أريدك أن تحقر فكرة الخوف، هذا مهم جدا، وما يأتيك من قلق بسيط في بدايات البرزنتيشن -مثلا- هو أمر مطلوب؛ لأن هذا هو قلق الإنتاج، قلق الاندفاع الإيجابي، قلق الأداء، الذي لا يقلق لا ينجح، الذي لا يقلق لا يؤدي، وتلقائيا سوف تجد أن القلق بدأ ينخفض دون أن تشعر، يستغرق دقيقة أو دقيقتين ثم يختفي، هذا قلق مطلوب.
والمخاوف الداخلية هذه –أيها الفاضل الكريم– هي تجربة خاصة بك أنت، لا أحد يطلع عليها، فلا تخف من ذلك أبدا، وأنا مطمئن تماما.
بالنسبة للعلاج الدوائي: لا أرى أنك في حاجة للزيروكسات، مع احترامي الشديد لطبيبتنا العزيزة التي وصفت لك هذا الدواء، لكن في ذات الوقت تناول دواء بسيطا مثل الـ (إندرال Inderal) والذي يعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيا.
طبق تمارين الاسترخاء، فيها خير كثير لك، ودائما حين تكون مقدما على عمل؛ اسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وقل: (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن سهلا) وسم الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.