أحب القراءة لكن لا أشعر بأني أقدم الفائدة للمجتمع!

0 470

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر جهودكم وهذا التنظيم الجميل، وإذا سمحتم أريد أن أستشيركم في طريقتي في المطالعة والقراءة، فأسلوبي كالآتي:

١- أقرأ بشكل متقطع، فقد أقرأ أكثر من فصل في يومين، وقد لا أقرأ شيئا أياما، خاصة مع الكتب التي تحتاج تركيزا، أما كتب الروايات قد أنهي كتابا في وقت قياسي. هل يؤثر هذا الأسلوب على كمية استيعابي للكتاب؟

2- أنا مزاجية جدا في اختيار الكتاب، فبعض جوانب ثقافتي ضعيفة، لكن ليس لدي حافز لأقرأ كتبا في هذا المجال، فأختار كتبا في جانب معين أركز فيه في الوقت الحالي.

٣- إذا لم تعجبني شخصية الكاتب لا أستطيع قراءة الكتاب وإن كان مهما.

٤- بم تنصحوني أن أقرأ؛ لكي أحفز إلى الحركة والعمل، فأنا أريد أن أفعل كثيرا من الأشياء لكن لا أستطيع أن أنظم تحركاتي، وأقرر قرارات حاسمة؟

٥- أستفيد كثيرا من الكتب، وشخصيتي تتطور مع الوقت، وأصبحت أفضل، لكن لا أحس بأني أفيد المجتمع فلا أفعل شيئا، فقد أخزن المعلومات ولا أطبقها فعليا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة: نهنئك على هذه العادة المفيدة، فقل أن تجد في هذا الزمان شخصا يخصص وقتا للقراءة العامة غير المتخصصة، فنسأل الله تعالى أن يوفقك، وتستفيدي وتفيدي غيرك.

كما تعلمين أن غذاء العقل هو القراءة، فبقدر اطلاعك يتغذى عقلك، وتنمو معرفتك، ويزداد أفقك. ونقول لك: قليل مداوم عليه خير من كثير منقطع، فالاستيعاب والفهم يزداد، ويسهل بتراكم المعرفة. لذلك الاستمرار والمثابرة والمواظبة على القراءة -ولو لفترات قصيرة- أفضل من الانقطاع عنها.

أما توجيه القراءة لتخصصات معينة أو محددة فلا بأس به إذا كان يحقق الأهداف المرجوة. فمن الناس من يسلك هذا الطريق فتكون كل قراءاته في حقل معين، ومن ميزات هذا السلوك أن الشخص يتقن هذا المجال ويصبح فيه عالما أو متخصصا فيه، ويستشار في كل كبيرة وصغيرة فيه.

ومن الناس من تكون قراءته غير موجهة، أي عامة، فيكون ملما من كل شيء بطرف، ويستطيع أن يشارك برأيه في كل، أو يفهم في مجالات متعددة، وقد يكسبه ذلك ميزة أنه متعدد الثقافات، ولكنه غير متمكن كالذي يتخصص في مجال واحد.

والأفضل -أختي الكريمة- أن تضعي لك أهدافا معينة لاكتساب المعرفة التي تساعدك في تحقيق آمالك وطموحاتك الدنيوية والأخروية. ويكون الوقت الأعظم للقراءة مسخرا لهذه الأهداف، ثم لا بأس من تخصيص وقت آخر للقراءات المسلية أو الممتعة التي لا تتعارض مع تعاليم دينك وقيمك.

ونقول لك: إن العلم ينمو بالإنفاق، فإذا وجدت أي فرصة لإنفاقه فافعلي، ولا تكتميه، واتخذي الوسيلة المناسبة؛ لكي يستفيد منك الآخرون.

نسأل الله تعالى أن يعلمك ما ينفعك، وينفعك بما علمك.

مواد ذات صلة

الاستشارات