السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشكلة في الأنف وهي: زيادة الإفرازات المخاطية في الأنف، وأحيانا يتم بلعها من داخل الأنف إلى المريء، ذهبت لطبيب فقال لي إنه تضخم في غدة في الأنف، وأعطاني دواء، لكنه لم يجد نفعا -ولله الحمد-، وقال لي إذا لم ينفع سوف يتم عمل عملية في الأنف، فهل أحتاج لعملية كما قال لي؟
ولي استفسار آخر: رمضان على الأبواب؛ فما حكم الصيام مع هذا البلع؟
مع العلم أنه لا يتم بلعه للشبع، بل إنه مضر، لكن أحيانا تضايقني أنفي وأضطر إلى بلعه، فهل هذا يفسد الصيام؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AMR حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المخاط يفرز بشكل مستمر وطبيعي من الأنف والجيوب الأنفية، ويتم دفعه بشكل ذاتي من المخاطية الأنفية نحو الفتحتين الخلفيتين للأنف لينزل للبلعوم ويتم بلعه, كل هذا يتم بدون أن يشعر الإنسان به، ولكن عندما تكون الكمية المفرزة من المخاط زائدة يتراكم في الأنف، ويتم بلعه على دفعات كبيرة نسبيا، وعندها نحس بهذه الكمية الزائدة من المخاط.
سبب الإفراز الزائد من المخاط: إن كان الوضع هذا مؤقتا منذ فترة وجيزة فهو التهاب جرثومي على الأغلب، ويعالج بالمضادات الحيوية وغسول الأنف السيروم الملحي، أما إن كان هذا الوضع دائما فهو تحسس أنفي، وهو يعالج بالوقاية من عوامل التحسس مثل: (العطور والبخور، والغبار، والتدخين، والمنظفات القوية ..), كما يعالج بمضادات التحسس الفموية وبخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية.
العملية الجراحية هي قص القرين السفلي المتضخم داخل الأنف، والذي يسبب انسدادا في الأنف، هذه العملية تحسن التهوية الأنفية (أي دخول وخروج الهواء عبر الأنف)، ولا تغير من طبيعة الجسم التحسسية، والتي تتحسس من عوامل معينة (كالتي ذكرتها)، وتتسبب في زيادة الإفراز المخاطي كرد فعل على هذا التحسس من العوامل المحسسة، أي أن قص القرين السفلي لن يغير من كمية المخاط المفرز من الأنف، وبالتالي ستستمر الأعراض التي تعاني منها، ولذا لا أنصحك بإجراء هذه العملية إذا كان السبب هو المخاط فقط وليس انسداد الأنف.
مع أطيب التمنيات ودوام الصحة والعافية من الله تعالى.
===========================================
انتهت إجابة الدكتور/ باسل ممدوح سمان استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
===========================================
مرحبا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن ييسر لك أمرك، ويعينك على أداء فرض الصوم على الوجه الذي يرضيه عنك.
وأما ما ذكرت من شأن ابتلاع النخامة وأثرها على الصوم؛ فالجواب أيها الحبيب أن النخامة إذا كانت في الخياشيم ولم تخرج إلى الظاهر من الأنف أو الفم إلى حد الظاهر، بأن أحسست بها فقط في خياشيمك ثم نزلت إلى حلقك، فإن هذا لا يؤثر على صيامك، واحذر من أن تتسلط عليك الوساوس فتفسد عليك عبادتك فتدخلك في أنواع من المشقة والحرج الذي رفعه الله عز وجل عنك.
أما إذا وصلت النخامة إلى حد الظاهر، بأن خرجت إلى الأنف الذي يدخل إليه الماء في الاستنشاق، أو خرجت إلى فمك، فإنه في هذه الحالة ينبغي لك أن تخرجها وألا تتعمد بلعها، لأنها أولا مضرة كما يقول العلماء، فقد تصيب البدن بأنواع من المضار والمفاسد، وينبغي إخراجها، وإذا ابتلعتها في هذه الحالة فهل تفسد الصوم أو لا تفسده؟ هذا محل خلاف بين العلماء. فأكثر العلماء يرون بأنها تفسد الصوم ما دام أن الصائم قد تعمد بلعها، وبعض أهل العلم يرى بأنها لا تفسد الصوم لأنها لم تأت من خارج البدن بل هي داخله، ولو عمل أحد بهذا القول وأخذ به فلا حرج عليه. بهذا أفتى كثير من أهل العلم القدامى والمعاصرين، ومنهم العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى، ولكن الأحوط لك بلا شك أن تتجنب بلع النخامة في هذه الحالة، وإذا تعمدت بلعها فالأحوط أن تقضي هذا اليوم عملا بالأحوط فقط.
نرجو إن شاء الله أن يكون الحكم الشرعي قد اتضح لك، كما نرجو أيضا ألا يحملك الوسواس على الوقوع في ألوان من الحرج والضيق أنت في غنى عنه، والله عز وجل قد وسع عليك فلا تضيق على نفسك ما وسعه الله، إذا كان ابتلاع النخامة من الداخل أي لا تزال في الخياشيم فلا تلق لذلك بالا، ولا تهتم به، فإذا خرجت إلى الخارج فينبغي أن ترفضها وتخرجها وألا تتعمد بلعها.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.